من الضروري تحديد تعريف الكلمات التي نستخدمها فالعمارة تضم كل ما هو حولنا من مباني ومنشآت ومساكن سواء تم بنائها عن طريق متخصصين أم غير متخصصين وهي تعكس كل ما تمر به المجتمعات من ظروف وإمكانات.

وقد أطلق عليها العلامة ",ابن خلدون", ",صناعة البناء", يقول ",ابن خلدون", هذه الصناعة أول صنائع العمران الحضري وأقدمها وهي معرفة العمل في إتخاذ البيوت والمنازل للسكن والمأوى للأبدان في المدن، وذلك أن الإنسان لما جبل عليه من الفكر في عواقب أحواله لا بد أن يفكر فيما يدفع عنه الأذى من الحر والبرد كإتخاذ البيوت المكتنفة بالسقف والحيطان من سائر جهاتها...

أما بالنسبة للكتاب، فقد يتضمن تعريف بالعمارة وتاريخها وتطورها وأهميتها بالنسبة للإنسانية والمجتمع؛ فالعمارة هي أم الفنون وأولها وهي التي تضم كل الفنون الأخرى وتوفر لها البيئة المناسبة للعمل والظهور.

وظهرت في جميع الأديان علاقات روحانية مع مباني مقدسة، ففي الدين الإسلامي نجد علاقة المسلمين بالكعبة بيت الله الحرام وما تمثله من معاني روحية ودنية، والمسجد الأقصى الذي يحظى بمكانة عالية لدى جميع المسلمين كالقبلة الأولى لهم والمكان الذي أسرى إليه النبي صلى الله عليه وسلم وفي جميع الأديان الأخرى نجد أن للعمارة دور كبير في تجسيد القيم الروحية والدينية؛ وهذا ما سلط الكتاب الضوء عليه وجعله في فصول نشرح فيها الموضوع بطريقة سلسلة وواضحة.