علم النفس الجنائي هو العلم الذي يشارك غيره من العلوم في تأهيل وإصلاح الجاني، ويقوم بدراسة أسباب السلوك الإجرامي للتحكم فيها كما يهتم بسيكولوجية صانع القانون ومنفذه والظروف التي يتم فيها سن القوانين وتطبيقها وتطوير هذه القوانين بهدف العلاج والتقليل من الجريمة، وقد تطور البحث في الجريمة مع الوقت ولكن في القرن السادس عشر ازداد الاهتمام بها بشكل ملحوظ بعد أن كتب توماس مور، مسجلاً ازدياد الجرائم في انجلترا. أما في العصر الحديث فإن (شيراز بكاري) يعتبر بحق رائد الفكر الجنائي الحديث.

وفي هذا الكتاب الموسع يقدم المؤلف دراسة شاملة لتاريخ هذا العلم ولأهم نظرياته أو يستعرض خلالها المؤلف كثيراً من التراث السيكولوجي الذي يدور حول مشكلة الأحداث وألقى بعض الضوء على هذه المشكلة موضحاً أسبابها والعوامل المؤثرة فيها وأساليب علاج المجرمين والوقاية من الجريمة. والكتاب في قسمين، قسم نظري وآخر عملي.

القسم الأول يتألف من سبعة فصول. الفصل الأول قدم تحديداً وتعريفاً للمصطلحات المستخدمة في الكتاب وعرض في الفصل الثاني لتطور البحث في الجريمة منذ العصور الوسطى مروراً بمدرسة الوسط الاجتماعين والمدرسة المعرفية الكلاسيكية وشيزار لمبروزو، وصولاً إلى نظرية كرتشمر والمدرسة في الجغرافية والاشتراكية ونظرية فريمان ونظرية العلاقة التفاضلية في السلوك. أما الفصل الثالث فهو مخصص لعرض نظريات تفسير الجريمة وأسباب الجريمة حيث يعرض المؤلف عرضاً لمعالم المدرسة الكلاسيكية في علم الإجرام والتفسير الفسيولوجي أو الجبلي لنزعة الإجرام، وتفسير مدرسة التحليل النفسي للمجرم والجريمة، والنظريات الاجتماعية والاقتصادية والأبعاد الثقافية في الجريمة وأثر عامل البيئة المادية على الجريمة والعلاقة بين الصراع الثقافي والجريمة ونظرية التقرير في تفسير النزعة الإجرامية والمدرسة الوضعية الجديدة.

وفي الفصل الرابع يقدم المؤلف دراسة علمية للعوامل الوراثية في الشخصية، وأثر الوراثة والبيئة في نمو الشخصية والذكاء وأثره في الجريمة والسلوك. وأما في الفصل الخامس يعرض المؤلف لإدمان الخمور والمخدرات ودور العلم في علاج إدمان الخمور والمخدرات وسيكولوجية الإدمان. كما يعرض الفصل السادس للعدوان والتسلط والعنف والنزعة السيكوباتية وتخيل ذلك دراسة ميدانية لسلوك العدوان والتسلط لدى عينة من الشباب العربي. أما الفصل السابع فهو دراسة شاملة للعوامل النفسية في ظاهرة التطرف وسيكولوجية الأزمات الطائفية.

ويعرض المؤلف نقداً لنظرية لومبروزو في تفسير الجريمة ونقد للنظريات الوراثية في تفسير الجريمة حيث يفرد لذلك ستة فصول أخرى. يتناول في الفصل الأول أهداف الدراسة وفروضها، أما في الفصل الثاني فيعرض لجنوح الأحداث، بينما يتطرق الفصل الثالث لطبيعة السلوك المنحرف والشخصية المضادة للمجتمع، ي حين يعرض الفصل الرابع لطرق علاج المجرمين قديماً وحديثاً. أما الفصل الخامس فهو مخصص للعلاج النفسي للسلوك المنحرف. ويتناول الفصل السادس نزعات العدوان والتسلط في الإنسان وأسلوب الآباء في تأديب الطفل.

أما القسم العملي من الكتاب هو دراسة ميدانية للأحداث الجانحين بمحافظة الإسكندرية حول سماتهم الشخصية وظروفهم الاجتماعية مع دراسة مقارنة على جماعة من الأسوياء ويتضمن هذا القسم فصلين الفصل الأول: دراسة الأحداث الجانحين لمحافظة الإسكندرية أما الفصل الثاني فيتضمن تطبيق مقاييس العصابية والانبساطية والكذب على العينة الجانحة.