والمتتبع للواقع الفعلى للشباب المصرى يستطيع أن يلتمس بعض المشكلات التى يعانى منها.
فالشباب فى مجتمعنا يعيش حاضره فى قلق، ولا يعرف غده فهو يستشعر نوعا من الفراغ الفكرى والعقائدى كنتيجة لعدم وضوح موقفه الاجتماعى، وضعف انتمائه السياسى، وهو يعيش مرحلة تناقض بين نوعين من المفاهيم والقيم، تلك المنبثقة من الثقافة القائمة وتلك التى وفدت علينا بفعل التكنولوجيا فى المجال الاعلامى.

والأمر المؤكد أن أى تفكير فى معالجة قضايا الشباب يجب أن يكون جذريا، وأن يشمل كافة المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاعلامية التى يتفاعل معها، ولا شك أن من أهم الغايات الكامنة وراء انشاء خدمة إذاعية خاصة بالشباب هو مخاطبة الشباب بلغته.

والذى يهمنى فى هذا البحث هو التعرف على موقف تلك الخدمة الاذاعية المتمثلة فى اذاعة الشباب والرياضة ازاء قضايا ومشاكل واحتياجات الجمهور المستهدف منها فى مختلف قطاعاته.

وهذا يدعونى إلى تقسيم هذا البحث الى ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول منه محاولة لتحديد بعض المشكلات العامة التى يعانى منها الشباب المصرى، والتى تحتاج الى مواجهة فعلية وحلول حاسمة من قبل كافة المؤسسات الشبابية بعامة، والاعلام الشبابى بخاصة.
ويفرد الجزء الثانى للأطار المنهجى للدراسة، ويخصص الجزء الثالث للمعالجة التحليلية للمضمون البرامجى لإذاعة الشباب والرياضة.