تكمن أهمية هذا الكتاب الذي نضعه بين أيدي القراء في انتقاله من التنظير إلى التطبيق، فهو يتجاوز المقولات التنظيرية إلى تطبيقها فعلياً، وسيلحظ القارئ عبر قراءته له اختلاف التعاطي مع النصوص المدروسة باختلاف النوع الذي تنتمي إليه، وباختلاف طبيعتها، والقضايا التي تتناولها أيضاً؛ إذ تؤثر طبيعة الموضوع والنوع الذي ينتمي إليه النص في آلية إنتاجه، وسينعكس ذلك على آلية تلقيه أيضاً؛ مع التأكيد على أن تلقي هذه النصوص لن يكون واحداً من قبل الجميع، فتلقينا للنصوص المدروسة في هذا الكتاب، سيختلف بالضرورة عن تلقي غيرنا لها، وذلك لاختلاف المتلقين في الزاد الفكري والثقافي والإيديولوجي، واختلاف الرؤيا التي ينطلق منها كل متلق في تلقيه لنص ما. والحال هذه، فليس غريباً أن يأتي من يختلف معنا فيما توصلنا إليه من خلال دراستنا هذه، وأن يقرأ النصوص المدروسة بطرق أخرى ويصل إلى نتائج مغايرة، الأمر الذي يغني هذه النصوص، ويجعلها تتجدد بتجدد متلقيها، وهو ما يجعلها نصوصاً مفتوحة عبر الزمان والمكان.