وصف الكتاب
قيل في النقد أنه ذوق شخصيِ، ولهذا فهو غير منضبط بسبب اختلاف الأذواق. ويذكر آي ايه ريتشاردس في كتابه ",النقد التطبيقي", أنه أعطى طلبته في جامعة كيمبردج قصائد لشعراء لم يذكر أسماءهم، وطلب منهم كتابة نقد لها، فكانت النتيجة مذهلة له، فهناك شعراء مشهورون لم يستسغ الطلبة شعرهم، وهناك شعراء مغمورون نالوا استحسانهم. ماذا يعني هذا؟ لعل من أسباب هذا الاضطراب أن كثيراً من الكتاب من ميادين أكاديمي متعددة جربوا الكتابة في النقد؛ ونقلوا معهم للأدب مناهجهم: فهناك الفلاسفة وتأملاتهم في فلسفة الفن؛ وهناك المؤرخون وعلماء الاجتماع وحديثهم عن البيئة، والجنس والعصر، وهناك علماء النفس وحديثهم عن النفس الإنسانية، والغرائز، وصلتها بالإبداع الأدبي... وعلماء الجمال وتأملاتهم الفلسفية... وعلماء اللغة... الخ.
ومن هنا كان هذا الاختلاط العجيب عند الحديث في الأدب، إذ كل جماعة تنظر إليه من زاويتها الخاصة. وهذا يقود إلى التساؤل التالي: هل هناك طريقة متفق عليها في النقد، بها تستطيع التمييز بين النقد الصحيح والنقد الخطأ، ونكون مطمئنين إلى قرارنا؟ وهل من الممكن الوصول إلى اتفاق حول تفسير النص الأدبي، بحيث يكون هناك تفسير واحد لا ثاني له؟ حول هذه التساؤلات يحاول الناقد الإجابة من خلال كتابه هذا، في محاولة لاستعراض المناهج المطبقة في النقد الأدبي اليوم ونقدها نقداً موضوعياً.