يتناول مؤلف هذا الكتاب بالبحث مصورين ونحاتين عملوا في فرنسا وخارجها واختار منهم أولئك الذين يمارسون تأثيراً واسعاً ويمثلون تيارات معبرة، وقد تميزت اتجاهات هؤلاء بأنها مجددة وقد أسهمت إلى حد كبير في إعطاء الفن في القرن العشرين وجهة المميز. ولقد شاء الكاتب أن يلقي الضوء على الأعمال التي أكسبت فني التصوير والنحت المعاصرين أبرز خصائصهم فجاء عمله مكرساً لأولئك الذين يعتبرهم مجددين.

والكتاب يقع في ثلاثة أقسام مهد لها بالحديث عن (الرواد) الذين ظهروا في أواخر القرن التاسع عشر. أما القسم الأول من الكتاب فخصصه للحديث عن الفترة التي سبقت حرب عام 1914، إذ يرى المؤلف أن تلك السنوات وخصوصا السنوات العشر التي سبقت الحرب تشكل بالتأكيد فترة من أثرة الفترات وأغناءها في تاريخ الفن. إذ ترسخت فيها القيم الفنية الجديدة وبذرت بذور القطيعة مع الفن التقليدي الواقعي.

أما القسم الثاني فقد خصصه للحديث عن الفترة الممتدة من حرب 1914 إلى حرب 1939. إذ لم توقف الحرب النشاط الفني الإبداعي وإن حدث منه بدرجة كبيرة كما يسجل عدو وجود أي تأثير للحرب الأول الدائرة على الأعمال الفنية نفسها بينما كان للحرب الثانية فعل واضح على صعيد المواضيع والجو الفني والتعبير إذ بدت آثار الحرب واضحة في مجال التعبير وفي القسم الثالث والأخير تحدث المؤلف عن الفترة الممتدة من عام 1940 وحتى أيامنا هذه. إذ تتجه هذه الفترة إلى الجرأة والمغامرة. ولم يركز المؤلف أثناء حديثة عن هذه التيارات على الحديث على الجوانب الشخصية للفنانين بقدر ما سعة إلى إظهار ما أعطاه كل منهم لتياره.