يتوجه الاتصال الجماهيري، في أبعاده المتنوعة، إلى الجمهور الداخلي والخارجي، في خطى متسارعة، متسقة مع حرمة الانفجار المعرفي، عبر مساحات العولمة الممتدة، وما انبثق عنها من ثورة في عالم الاتصالات، حيث أصبح العالم قرية واحدة.
وانطلاقا مما سبق، تنبثق مخاطر متعددة، في أبعاد متنوعة، من مضامين هذا الاتصال الجماهيري المنخرطة، في حراك العولمة الممتدّة.
وهنا تبرز أهمية الوعي الجماهيري، تجاه تلك الأنماط المتنوعة في الاتصال الجماهيري، وما تحمل من رسائل متنوعة، ويتم ذلك من خلال تثبيت منظومة القيم من وحي الفكرالإسلامي الرسالي، والاعتزاز بالثقافة العربية الأصيلة، ومشروع الحضارة العربية الإسلامية، لغاية الخروج من حالة الاستلاب التفسي مع حراك العولمة الممتدة بلا حدود، في ضوء خطابها الجماهيري اللامحدود، في تفتيت المجتمعات، وتعزيز العزلة والإدمان على اللاوعي على التلقي، وإحداث الخلخلة في القيم، في سمت صراعات ساخنة، بين القيم الحضارية العربية الإسلامية، والقيم المتهالكة التي تسقط الحدود والحرمات، وتعزز الأنانية والحراك المصلحي المتوحش.
ومن هنا تبرز أهمية تسليط الأضواء حول مفهوم الاتصال، ومكوناته، ونظرياته، ووظائفه، في البعد الجماهيري، وتعميق الرؤية حول مفردات مختارة في ضوء سيكولوجيا الاتصال الجماهيري، في رؤية معمقة، تستهدف الأبعاد النفسية في ذلك كلّه.
تلك الموضوعات يتناولها كتاب سيكولوجيا الاتصال الجماهيري، في ضوء رؤية نقدية معمقة، ولغة سهلة ميسرة، بعيدا عن التعقيدات، والتفريعات المتشعبة المشتتة، لغاية إيصال الحقيقة في أقصر طريق، دون استطراد ممل، وخروج عن الهدف العام الذي تدور حوله موضوعات الكتاب.
وتدور موضوعات الكتاب، في أطر سيكولوجية، تستهدف الأبعاد النفسية للاتصال الجماهيري، وانعكاساتها على المستقبل، لغاية تكوين سيكولوجية في الاتصال الجماهيري، تتسم بالإيجابية، والعلمية الجادة، وعمق الوعي، والانفتاخ المنظبط بالمرجعية الإسلامية.