يتناول هذا الكتاب مجموعة من القضايا السيكولوجية، والفكرية، والتربوية، والثقافية والإجتماعية؛ والتي تم وضعُها في إطارٍ متكامل ومترابط.

ورغم تنوع موضوعات الكتاب، إلا أن القاسم المشترك بينها هو معالجتها للسلوك البشري، سواءٌ كان ذاتياً فردياً، أو إجتماعياً، أو ثقافياً أو فكرياً؛ بإعتباره كُلٌّ متكاملٌ لا يمكن فصله عن بيئته، فالسلوك الإنسان الفردي يتفاعل مع البيئة المحيطة به في مختلف المواقف والظروف، متأثراً بها ومؤثراً فيها. والحياةُ الإنسانيةُ في مُجمَلها مجموعة من التفاعلات بين الفرد وبيئته، بصرف النظر عن نوع تلك البيئة.

ويأتي هذا الكتاب ليسلط الضوء على الكثير من القضايا التي تَهُمّ النَّاسَ بشكلٍ عامّ، والفِتيان والشَّباب بشكلٍ خاص، في وقتٍ تسارعت فيه وتيرة التقدم التكنولوجي ووسائل الإتصالات، بشكلٍ مُذهِل.

حيث أصبح الكثير من الفتيان والشباب أسرى للتدفق الهائل من المعلومات التي تصل إليهم في كلّ لحظة عبر وسائل الإتصالات تلك؛ والتي شغلتهم عن المعرفة والقراءة والإطلاع، وأبعدتهم عن الكتاب؛ الذي هو خيرُ جليسٍ لهم.

وأصبح الكثير منهم في عُزلة إجتماعية، وعزفوا عن القراءة والإطلاع، وعن البحث عن المعرفة في بطون الكتب؛ متذرعين في ذلك بالمعلومات التي تردهم عبر الشبكة العنكبوتية العالمية (الإنترنت)، ولكن المعلومات ليست هي المعرفة!...