نقدم هذا الكتاب عن سيكولوجية التعلم وهو يحتوي على ذخيرة قيمة من المعلومات والمبادئ القابلة للتطبيق، ويستطيع المدرسون أن يفيدوا منها، غير أنه لا يقف عند هذا الحد، بل يتعداه فيقدم الأساس العلمي لهذه المبادئ في صورة تجارب أجراها علماء النفس ونظريات تلخص خلاصة أعمالهم العلمية.
وقد يكتفي بعض المدرسين بالأفكار الجاهزة. بينما يتوغل بعض آخر إلى ما وراء الإجراءات العملية محاولين التعمق والإلمام بالتصورات النظرية والأساليب العلمية التجريبية.
وليس من شك في أن عرض موضوع التعلم في علم النفس باعتباره مجموعة من المبادئ والإجراءات الواضحة القاطعة يريح جمهورًا كبيرًا من طلاب مهنة التعليم، ولكن الوقوف عند هذا الحد معناه حرمان الطلاب القادرين والمبتكرين من البحث الخلاق.
وغني عن البيان أن الباب الذي أضفناه إلى الطبعة الثالثة واستكملناه في الطبعة الرابعة عن نظريات التعليم ما هو إلا محاولة لتطويع المبادئ السيكولوجية لخدمة قضايا التعليم على نحو أفضل. فهل حققنا ما نصبو إليه من أهداف؟ هذا السؤال نترك للدارسين الإجابة عنه. وتميزت الطبعة السابعة من هذا الكتاب بمعالجتها لنظرية من أكثر النظريات شيوعًا في الكتابات النفسية والتربوية المعاصرة، وهي نظرية التعلم الاجتماعي، وهي هامة لما لها من تطبيقات تربوية ولأنها تتخذ موقفًا وسطًا بين السلوكيين والمعرفيين.
وتقدم الطبعة التاسعة الحالية نظرية في التعلم تستند إلى التقدم العلمي الذي تحقق في دراسة المخ والكشف عن بعض أسراره.