وصف الكتاب
أرغم كثير من الرجال والنساء للجوء إلى القتل، الخداع أو السرقة تحت وطأة أسباب عديدة، معظمها مخزٍ، لكن السبب الوحيد الذي يثير التعاطف في نفس المشاهد الحب... فعندما تتمكن هذه العاطفة العنيفة من عقل المرء وتطيح بتوازنه إلى درجة الاختلال، لا بد للوجدان الإنساني إلا أن يتأثر.
اقترفت بعض هذه الجرائم بدافع الغيرة كما في حالة ",روث أليس", التي أفرغت مسدسها ببرود في جسد عشيقها بعد هجرانه لها، ثم انتظرت وصول الشرطة بجنان ثابت. أو عندما قطع سيد رفيع المقام في المجتمع الأمريكي عرض إحدى المسرحيات ليقضي برصاصة قاتلة على مهندس معماري مشهور لاعتقاده أنه أغوى زوجته. تحدث مثل هذه الجرائم بكثرة عندما يمل أحد الزوجين أو العشيقين من الطرف الآخر، أو عندما يتآمر العشيق والزوجة على التخلص من الزوج كما في قصة ",روث سنيدر وجود غراي", وغيرها.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الحالات مثار جدل قانوني: ترى أتقع تبعة الجريمة على اليد التي اقترفتها أم يتساوى الطرفان بالذنب؟ تتفجر العواطف أحياناً رغبة بالانتقام لظلم وقع، فتقترف الجريمة، وهذا ما حدا بالملازم ",ماسي", لأن ينفذ القانون بيده ويقضّ من مغتصب زوجته. وقد تثور العاطفة من ألم الشعور بالرفض مثل ",ماري دي موريل", التى خططت لاتهام ضابط شاب باغتصابها. تقترف معظم الجرائم العاطفية دون تخطيط وتحكيم عقلي مسبق، لذا يندفع المجرمون لتسليم أنفسهم والكشف عن فعلتهم وتبقى بعض الجرائم غامضة، فهل سمّمت ",أديلايد بارتليت", زوجها حقاً؟
وفي حال عدم قيامها بذلك، فكيف يفسر الكلور وفورم في معدته يتسامح الفرنسيون مع الجرائم العاطفية في أحكامهم القانونية بدافع من تفهمهم الفطري لردود فعل الحب العنيفة عندما تستأثر، وسيرى القارىء في هذا الكتاب أمثلة على ما تحمله هذه الكلمات من معنى، وسيقرأ أيضاً الكثير من القصص الواقعية التي تروي جرائم اقترفها عشاق أحبوا بهيام وقتلوا بدافع الانتقام.