الصحة هي أثمن شيء في حياة الإنسان، وهي ",تاج على رؤوس الأسوياء",، ولا نعرف قيمة الصحة إلا حين نمرض أو نعاني من أعراض مرضية متنوعة في حياتنا، حينها فقط، نقدر قيمة الصحة، وتشغل الصحة وتحسينها حيزاً كبيراً من إهتمامات الساسة، والأطباء، وعلماء النفس والإجتماع، وتعتبر الخدمات الصحية، ودرجة تطورها أحد أهم مؤشرات التنمية، وجودة الحياة في عالمنا المعاصر.

وإذا كانت الصحة مركز إهتمام الأطباء وصناع القرار في مختلف المجتمعات، إلا أنها أخذت تحتل مكانة مهمة في بحوث علماء النفس والخدمة الإجتماعية، ولا أدل على ذلك من ظهور ميدان علم نفس الصحة Health Psychology كأحد ميادين علم النفس التطبيقي.

يركز علماء نفس الصحة على دراسة موضوعات كثيرة منها: السلوك الصحي، والسلوك الممرض، وكيف يمكن تنمية الصحة وتحسينها، كيف تتشكل الأعراض المرضية، وما هي ردود فعل الشخص وإستجابته لها، وكيف يتكيف المريض مع الأعراض المرضية، وما هي طرق التقييم النفسية التي نقيم من خلالها هذا السلوك.

ولأهمية هذه الموضوعات وتناولها هذا الكتاب في فصوله، وموضوعاته، وذلك من منظور تكاملي بيولوجي طبي نفسي - إجتماعي.

وبناءً عليه، تم تقسيم الكتاب إلى ثلاثة عشر فصلاً وفق ما يلي: الفصل الأول :علم نفس الصحة، مفاهيم علم نفس الصحة ونظرياته وعلاقته بالعلوم الاخرى، الفصل الثاني: أجهزة الجسم ووظائفها، الفصل الثالث: الضغظ النفسي معناه، وأثاره، ومصادره، الفصل الرابع: الضغظ النفسي، العوامل الحيوية، النفسية، الاجتماعية، والمرض، الفصل الخامس: التعامل مع الضغظ النفسي ومهارات خفضه، الفصل السادس: السلوك الصحي نمط الحياة تحسين الصحة، والوقاية من المرض، الفصل السابع: معالجة استعمال وسوء استعمال المواد المؤثرة والعقاقير، الفصل الثامن: تحسين التغذية، وضبط الوزن والتمارين البدنية والسلامة، الفصل التاسع: إستعمال الخدمات الصحية، الفصل العاشر: في المستشفى: التنويم فيه وملازمة الفراش، إجراءاته والتكيف معه، الفصل الحادي عشر: الألم طبيعته، أعراضه، وطرائق تقييمه، الفصل الثاني عشر: الأمراض المزمنة المسببة للعجز، الربو، السكري، القولون العصبي، أسبابها معالجته، التكيف معها، الفصل الثالث عشر :الأمراض المميتة: أمراض القلب، السكتة، الدماغية، السطرطان، الإيدز، الفصل الرابع عشر : مستقبل علم النفس الصحة.