الشذوذ العقلي هو اضطراب نفسي أو عقلي، يبعد الفرد أو ينحرف به عن أداء الوظائف النفسية والعقلية والاجتماعية والمهنية السوية. وهو مشكلة تعاني منها المجتمعات البشرية. إذ رصد العلماء نوعاً من الارتباط بين الجريمة والجنون أو الجريمة والشذوذ العقلي والنفسي. ودراسة السلوك الشاذ تقع ضمن دائرة علم النفس لذا يركز المؤلف وهو أحد العلماء البارزين على دراسة العلاقة بين الجريمة والشذوذ العقلي. في كتابه هذا الموضوع أصلاً لطلبة علم النفس في الجامعات العربية الذي يمكن أن يستفيد منه المتخصصون والباحثون في حقول هذا العلم الكثيرة. يقع الكتاب في عشرة فصول، يعرض المؤلف في ثنايا كتابه لطبيعة الشذوذ ومعاييره ومؤشراته والأسس الثقافية لتحديد السلوك الشاذ، حيث يؤكد المؤلف أن علاج الأمراض النفسية والعقلية والانحرافات الأخلاقية ضرباً من ضروب مكافحة الجريمة وسد روافدها. كما يتطرق المؤلف للسواء والشذوذ في السلوك الإنساني وتأثير عوامل السن والجنس والمكانة الاجتماعية على الحكم بالسواء والشذوذ وأسباب سوء التوافق ومعنى الجنون. ثم يعرض المؤلف لبعض نظريات تفسير الجريمة كالمدرسة الكلاسيكية في علم الإجرام وتفسير الجريمة والتفسير الفسيولوجي للجريمة وتفسير مدرسة التحليل النفسي للجريمة والمجرم، والنظريات الاجتماعية والاقتصادية والأبعاد الثقافية في الجريمة ونظرية التعزيز في تفسير النزعة الإجرامية كما يعرض للمدرسة الوضعية الجديدة أو الحديثة في تفسير الجريمة والجنوح. ويتحدث بإسهاب عن لإدمان الخمور والمخدرات فيبدأ بتعريف الإدمان وأنواعه وأعراضه وتشخيصه والتنبؤ به. ويفرد صفحات يتطرق فيها للأعصبة النفسية أو (الأمراض النفسية العصابية) و التي يعاني منها الإنسان في الوقت الحاضر وأكثرها انتشاراً القلق أو الحصر والفوبيا والمخاوف الشاذة وتوهم المرض والوسواس القهري والاكتئاب والوهن أو الضعف والهستيريا. وذلك قبل أن يعرض للأمراض العقلية: الوظيفية والعضوية كذهان الفصام والهوس وذهان الهوس وذهانات الاضطهاد والعظمة وذهانات سن اليأس وتدهور الشيخوخة والمعالجة الإسلامية لاضطراب السرقة القهرية. كما أنه يتطرق إلى الضعف العقلي وسيكولوجية الإرهاب والعدوان، إذ يشير اصطلاح الضعف العقلي إلى نقص في الحد الأدنى من الذكاء العام اللازم لحياة الفرد الكبير الراشد حياة مستقلة. كما يعرض المؤلف لفئات الضعف العقلي وأسبابه والعوامل العضوية فيه. ثم يبحث طرق وأساليب رعاية ضعاف العقول وسيكولوجية الإرهاب والعدوان، ويتناول موضوع علم النفس الشرعي والإرهاب فيعرض المؤلف للمعنى اللغوي للإرهاب وتطور مفهوم الجريمة، والمسؤولية النسبية عن السلوك الإجرامي وتعريف الجريمة والمسؤولية الجنائية واختصاصات علم النفس الشرعي ومؤهلات الاختصاصي في علم النفس الشرعي وخبراته. كما يعرف بالعنف الأسري، ومؤشراته وتأثير العوامل البيولوجية والفسيولوجية على العنف الأسري. ويتطرق إلى مدى انتشار ظاهرة العنف الأسري وبرامج الوقاية منه، والتبؤ به ودور الهدى الإسلامي في علاج السلوك الإجرامي.