هذا الكتاب أقله من مذكرات مكتوبة وأكثره من ذكريات صداقة ومودة تربط الكاتب المؤلف بأهل الفن، وهي صداقة فتحت له أبوابهم في أجمل فترات حياتهم أو أحلك أيامهم فرأى ما وراء الأبواب مما يثير الفضول ويرقى إلى مستوى الأسرار، وفتحت له قلوبهم فكان يحس خفقاتها ويشاركهم أفراحهم ويقاسمهم أتراحهم.

وبالصداقة، له يعد شفيق نعمة بالنسبة إلى أهل الفن صحفياً يتصيد الخبر المثير، بل صديقاً تنبسط أمام عينيه قصصهم وفيها ما هو أكثر غرابة من أفلامهم، وتتلاحق أمام قلمه أحداثهم فلا يكتب منها إلا ما يبقي للصداقة حقوقها ولا يخل بحقوق الصحافة مهنة ورسالة.

وبعد هذه السنين... بعد خمسة عقود من عمر الصداقات امتشق الكاتب شفيق نعمة قلمه وكتب هذه الصفحات عن نجوم عرفهم، عرفهم مباشرة، وعرفهم بلا زيف ولا رتوش، وعرفهم من الداخل، وعرفهم إلى الأعماق، والكاتب وهو يكتب عن كل فنان عرفه، لا يضع على الورق حكاية الفنان وحدها، لأن مواضيعها كانت تحتوي ما بين سطورها حكاية الإنسان في الفنان.

هذه الباقة من النجوم بين يديك عرفها شفيق نعمة، منهم من رحل إلى رحمة ربه، ومنهم من أطال الله في عمره. وسوف تعرفها كما عرفها عندما تبلغ من الكتاب الذي بين يديك صفحاته الأخيرة.