وصف الكتاب
لأول مرة يصدر في اللغة العربية كتاب شامل عن المسرح لأحد أهم المخرجين الروس، وفي كل مرة ترجم فيها هذا الكتاب إلى لغة أجنبية أحدث ضجة في الحياة المسرحية والثقافية، ذلك لما فيه من معلومات غنية عن الإخراج والتمثيل والديكور، ولما فيه من نظرة معمقة عن نظرية المسرح الذي يعتبر عن حق أحد أهم الرموز المسرحية السوفياتية في النصف الأول من القرن العشرين.
من هو مايرخولد؟ فسيغولود مايرخولد (1874-1940) مخرج وممثل مسرحي سوفييتي، ولد من عائلة ألمانية الأصل، لدى بلوغه الثانية عشرة من عمره التحق بمدرسة الفيلهارمونية الموسكوفية، حيث درس الدراما الموسيقية، وفي عام 1898 بدأ عمله كممثل في مسرح موسكو الفني. في عام 1904 ترأس ",جمعية الدراما الحديثة", وقام بجولة في المحافظات والمناطق الروسية. في هذه المرحلة بدأت تظهر المعالم الأولى للمدرسة الميرخولدية وفيها جمع بين الشاعرية الرمزية ومبادئ المسرح المجازي. كما صار يخضع حركة الممثل للأسس التشكيلية الفتية التزيينية.
إن موهبته في التمثيل ومن ثم في الإخراج دفعت المسرحي الروحي الشعير ستانسلافسكي لدعوته إلى موسكو من أجل الإشراف على المختبر التجريبي الذي لم يستمر طويلاً.
منذ عام 1908 وضع مايرخولد نصل عينيه مهمة أخرى: إعادة بعث مبادئ ",مسرح العصور السابقة", الأمر الذي كان له دلالة كبرى بالنسبة لإبداعه اللاحق. بعدها تابع عمله في حقل المسرح التجريبي.
في احتجاجه على المسرح البرجوازي الطبيعي يكون مايرخولد قد أعلن عن ولاته لأول ثورة اشتراكية في العالم. منذ عام 1917 بدأ يطرح أفكاره عن ",أكتوبر المسرحي", التي كانت تهدف إلى خلق مسرح سياسي دعائي استعراضي حاد في ترويج وترسيخ الوعي الاشتراكي للمواطن السوفياتي.
إن أهم المسرحيات التي أبدعها ضمن مسرحه المسمى باسمه (ما بين 1920-1938) كانت تهدف إلى خلق فن مرتبط بالثورة، بالحياة المعاصرة، سواء من ناحية المضمون، أو من ناحية الشكل الذي كان يتميز بديناميكية فائقة.. ومن أكثر أعماله شهرة لتلك الفترة مسرحيتان هما ",لبق", و",الحمام",.
بعد إغلاق مسرحه عام 1938 عمل مايرخولد بطلب من ستانسلافسكي كمسؤول عن مسرح الأوبرا.
إن تجربة وأبحاث مايرخولد الإبداعية أثرت تأثيراً كبيراً على المسرح السوفياتي والأوروبي. نرى في هذا الكتاب غذاء روحياً لكل مسرحي وقارئ ومتخصص.