تعد مادة مناهج البحث الاجتماعي من المواد الأساسية في علم الاجتماع بل تعد العمود الفقري للمعرفة الاجتماعية عند علماء الاجتماع على اختلاف المدارس النظرية والفكرية التي ينتمون إليها. إن مناهج البحث الاجتماعي التي يتناولها هذا الكتاب بالبحث والتحليل إنما هي مناهج متنوعة مختلفة، ذلك أن بعضها يستعمل في البحوث الاجتماعية والنظرية الداخلة في تخصصات علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية والانثروبولوجيا الاجتماعية كالمنهج التاريخي والمنهج المقارن ومنهج تحليل المضمون، وبعضها الآخر يستعمل في البحوث الميدانية ذات المنطلقات التطبيقية كمنهج الملاحظة والملاحظة بالمشاركة ومنهج دراسة الحالة ومنهج المسح الميداني. ومهما يكن من أمر فإن جيمع مناهج البحث الاجتماعي المستعملة في البحوث النظرية أو الميدانية تمكن الباحث الاجتماعي مهما يكن تخصصه العلمي ( الاجتماع، انثروبولوجيا، خدمة اجتماعية) من جمع الحقائق والبيانات المكتبية والميدانية التي تشكل حجر الأساس في كشف الحقيقة وتعرية جوانبها الجوهرية والموضوعية وإلقاء الأضواء الساطعة على الواقع الاجتماعي. وتجدر الاشارة إلى أن هذا الكتاب يتكون من ستة عشر فصلاً متكاملاً، إذ أن كل فصل يكمل الفصل الآخر، علماً بأن هذه الفصول لا تتطرق إلى مناهج البحث الاجتماعي فحسب بل تتطرق أيضاً إلى تحديد المفاهيم والفرضيات العلمية ودراسة خصائص النظريات والقوانين العلمية مع دراسة وتحليل أنواع القياسات الاجتماعية في معرفة طبيعة المواقف والآراء والاتجاهات وقياسها من الناحية الكمية والكيفية.