وصف الكتاب
توخى هذا الكتاب إثارة اهتمام المختصين في علم النفس والنقاد والفنانين والمثقفين بشكل عام، باتجاه إشاعة الثقافة النفسية في هذا الميدان الرحب من المعرفة الإنسانية. الفن، الذي كان ضرورة منذ النشأة الأولى للإنسان. وتطورت هذه الضرورة إلى درجة أصبح فيها الفرد والحضارة اللذان لا يرقيان إلى الفن مهددين جدياً باختناق فكري واضطراب نفسي وعقلي.
على أن ",في سيكولوجية الفن التشكيلي", يهدف أساساً إلى فهم الطبيعة الإنسانية للفنان المبدع. والطبيعة العلمية للعملية الإبداعية في مجال الفن. أو بتعبير أكثر موضوعية، إلقاء شيء من الضوء على هاتين الطبيعتين يجعلنا ندرك أكثر أهمية الفن في حضارة الأمة وحضارة الإنسانية وينبعنا إلى دورنا، كدولة ومجتمع ونظام تربوي واسرة، في اكتشاف وتنشئة وتطوير المبدعين في مجال الفن.
يقع الكتاب في سبعة فصول، تطرق الفصل الأول منها إلى أهم الآراء النظرية القديمة والحديثة التي تناولت موضوع الفن والفنانين، وأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسات النفسية على اختلاف مناشئها ومنطلقاتها النظرية وتفسيراتها للكثير من الأمور والمفاهيم المتعلقة بالإبداع الفني من قبيل: المرض النفسي، القلق، الاغتراب، قبول الذات، التنشئة الأسرية والنمذجة، والنظام التربوي.
وتناول الفصلين الثاني والثالث سيرة وإنجازات بيكاسو، وقدم تحليلاً نقدياً سيكولوجيا لأعماله بهدف تحديد عدد من المؤشرات النفسية والاجتماعية لإبداعه. وعمل الشيء نفسه مع غويا وجود سليم في الفصول: الرابع والخامس والسادس، وانتهت الرحلة عند الفصل السابع باستنتاجات عامة تضمنت عدداً من المؤشرات النفسية والاجتماعية التي كانت وراء إبداع ثلاثة من أبرز الفنانين التشكيليين، وربما تلقي هذه النتائج الضوء على فهم شخصيات وأعمال فنانين مبدعين آخرين.
يلقي هذا الكتاب الضوء على العلاقة الجوهرية التي تربط علم النفس بالفن التشكيلي، بوصفه حالة راقية من الوعي الإنساني. ويساعدنا على فهم الطبيعة الإنسانية للفنان، والطبيعة العلمية للعملية الإبداعية، مؤكداً أن البنية النفسية للفنان تلعب دوراً رئيساً في الموضوع الفني وأسلوبه، إذ تكمن المشكلات النفسية والمثيرات في كل مفاصل العمل الإبداعي.
ويدرس سيرة عدد من الفنانين وإنجازاتهم، من تحليل نقدي سيكولوجي لأعمالهم، محدداً المؤشرات النفسية والاجتماعية لإبداعهم، بحيث يستفيد منها كل المهتمين بهذا المجال في تحقيق مهمات تطبيقية جوهرية في الميدان الفني.