محمود جلال فنان من الفنانين الأوائل في القطر العربي السوري ورائد من حركتها الفنية درس التصوير والنحت في روما ومن الفنانين الذين اختصوا بالأسلوب الكلاسيكي مفتون بمظاهر حياة الشعب في هذا الوطن وعاداته وتقاليده فكانت أعماله خير دليل على اهتمامه وصدق أحاسيسه ومشاعره مسخراً فكرة وفرشاته وألوانه لخدمة شعبه، وحي إلهامه فكانت لوحة صانعة القش-الراعي-عند المغيب-صانعة السجاد، خير مثال من بين الكثير من إنتاجه في هذا المجال.

أما في مجال النحت كما في التصوير فنان بارع مبدع له العديد من التماثيل من أجمل أعماله تمثال ابن رشد (في المتحف الوطني) وخالد بن الوليد- ولوح المجد العربي ونلاحظ دور الفن في إظهار مراحل النضال في التمثال الذي قام بعمله مع نخبة الفنانين والذي أشرف على إنهائه إلا وهو تمثال (الثوري العربي) في ساحة بوابة الصالحية.

أما على حبه لمظاهر حياة الشعب ونقل عاداته وتقاليده في مجال النحت فكان جهده وعمله في مجموعة التماثيل التي تؤلف القسم الأكبر من عاقات متحف الفنون الشعبية في قصر العظم من قاعة (الباشا) و(المقهى الشعبي)...الخ. وهي دليل على براعته وقدرته في مجال النحت وكل هذه الأعمال في النحت والتصوير لهي دليل من خلال عمله الدؤوب على حبه لخدمة شعبه ونهضة وطنه وخير قدور تحتذي من قبل شبابنا في مجال الفن نحو العمل والإنتاج والكفاح والتضحية في سبيل بناء الوطن...

من هنا كان لا بد من كتاب يؤرخ لهذا الفنان ويوثق لأبرز أعماله الفنية الخالدة ليكون نواة لدراسات مسؤولة تكشف الجوانب الإبداعية لأعماله. لذلك فقد عرض هذا الكتاب أبرز ملامح أعماله، مستهلاً ذلك بلمحة عن حياته، وعن نشأته، وعلومه، كما ستعرض بعض أهم نشاطاته الفنية، موضحاً ومعقبا ًإليها بنصوص يبرز السمات الأساسية لكل لوحة أو منحوتة وضعها، ومن ثم أنهى الكتاب بفصل وضع فيه نصوص كلمات قيلت لمحمود جلال وأخرى قيلت في أعماله الفنية ونشرت في الصحف.