الحركة التشكيلية في مدينة حلب هي إحدى الظواهر الحضارية في تاريخ هذه المدينة، وهي جزء من حركة التشكيل السوري المعاصر، الذي نما منذ مطلع القرن العشرين، وتطور في رحابه كغيره من الأدوات التعبيرية الحديثة،التي أخذت بأسباب النهضة العربية المعاصرة، في معظم الأقطار العربية.

ولقد ظهر في حلب عدد من الرواد الذين أسسوا لهذه الحركة وكانوا في طليعة الدارسين للفنون الجميلة في روما وباريس، منذ منتصف الثلاثينات من الأمثال: غالب سالم- وهبي الحريري... وهم اللذين أسهموا إلى حد كبير في إرساء القواعد التشكيلية، من خلال المعاهد والمراسم والمعارض التي أقاموها. كما برز في هذه المدينة عدد من المبدعين الذين أكدوا حضوراً مميزاً في الساحة التشكيلية السورية والعربية من مثال: فاتح المدرس، لؤي كيالي... من هنا كان لا بد من كتاب يؤرخ لهذه الحركة، ويوثق لأبرز ملامحها ليكون نواة لدراسات مسؤولة تكشف الجوانب الإبداعية لهذه الحركة.

لذلك فقد عرض الكتاب أبرز ملامح هذه الحركة، مستهلاً ذلك بلمحة تاريخية، عن بعض الظواهر التشكيلية، التي وجدت في مدينة حلب، عبر القرون الخالية، كما استعرض مراحل تطور حركة التشكيل بحلب، منذ مطلع القرن العشرين، وتحدث عن نشاطاتها ونتاجها، موضحاًُ السمات الأساسية في كل مرحلة ثم افرد فصلاً للمؤثرات العامة، التي خضعت لها الحركة في مسيرتها الحديثة، وهي مؤثرات ساهمت فى مجمل الحركة التشكيلية السورية بشكل خاص والعربية على وجه العموم.

كما خصص الكتاب فصلاً للنقد الأدبي، الذي تصدى لهذه الحركة، باعتباره يكشف بعض المفاهيم التشكيلية والنقدية، التي خضع لها العمل الفني في نتاج الفنانين بحلب، وانتهى الكتاب إلى فصل سرد فيه ملامح موجزة، عن معظم الفنانين، الذين كانت لهم نشاطات فنية واضحة.