وصف الكتاب
أمام الغموض الذي يكتنف ",مشكلة المخدرات", وأمام اللغط السائد حولها، كان لا بد من القيام بخطوة في اتجاه ",الحل",، فكان كتاب ",المخدرات وأخطارها", بقلم أحد رواد علم النفس في لبنان الدكتور غسان يعقوب.
كنا نفتقر في لبنان، حتى اليوم، إلى مراجع علمي يطرح علينا مشكلة ",المخدرات", بموضوعية، بكل أبعادها وتشعباتها، بعيداً عن ",أقاويل المحدثين", ونصائح الواعظين ونداءات المرشدين، لأن التجربة دلت على عقم الوعظ والإرشاد والتحذير، في الحد من هذه المشكلة أو في حلها، وبالأخص في غياب سياسة علاجية وطنية شاملة ومتكاملة.
يتطرق الدكتور ",غسان يعقوب", في كتابه ",المخدرات وأخطارها", إلى مشكلة المخدرات منذ نشأتها حتى مراحلها المأسوية الحاضرة، واضعاً الأمور في إطارها الصحيح، بعيداً عن المبالغة، بخلاف ما عودنا عليه بعضهم من خلال إحصاءات وهمية أو وعود كاذبة، وبخلاف ما يعد البعض الآخر المدمنين بالخروج من جحيمهم عن طريق الصلاة والتأمل والزهد، في تجمعات معزولة عن العائلة المذنبة والمجتمع الفاسد، مشدداً على أهمية شخصية المدمن وخلفيته النفسية كعامل أساسي في الاتجاه نحو الإدمان، إلى جانب الدوافع والعوامل الأخرى من اجتماعية وعائلية واقتصادية.
ويحدثنا الدكتور ",غسان يعقوب", عن المخدرات الأكثر رواجاًـ فيذكر الحشيش والماريجوانا، المهلوسات، الأفيون ومشتقاته، الكوكايين، المنشطات العصبية (الأمفيتامينات) والمنومات والمهدئات. ويتناول الكاتب في أسلوب علمي مبسط كل مخدر على حدة، تأثيره وأعراض إدمانه، أعراض النقص والتسمم، أخطاره وطريقة علاج إدمانه.
وينهي الباحث كتابه بالهدف الرئيسي لكل المعنيين بمشكلة المخدرات بما في ذلك وسائل الوقاية والعلاج، فيركز على دور الأسرة والمؤسسات التربوية والإعلامية في الوقاية، وعلى دور المعالجين النفسيين من أطباء وعلماء نفس، ويشدد على أهمية مراكز الاستقبال في توجيه المدمنين، وبيوت التأهيل في مساعدة هؤلاء على الانخراط مجدداً في المجتمع.
يشكل إدمان المخدرات مشكلة شائكة في العديد من المجتمعات ويبدو أن عدد المدمنين يرتفع عاماً بعد عام خصوصاً في صفوف المراهقين والشبان. إنها آفة خطيرة يتناولها الباحثان للحد من أخطارها على الأجيال الطالعة.