هذا الكتاب يدور حول ",نظريات الشخصية",، وموضوع الشخصية في علم النفس هو الموضوع الأول كما أنه موضوع الأخير كذلك، فهو الكل الذي يصدر عنه كل سلوك، كما أنه الموضوع الأخير الذي ينتهي إليه الدارس عندما يدرس الوظائف النفسية المختلفة، حيث تتكامل هذه الوظائف في الكيان الذي يشملها ويضمها وتصدر عنه ألا وهو الشخصية.

ومن هنا فإن كتاباً في ",نظريات الشخصية", أحسن ما يقدم صورة أقرب إلى الشمول والإحاطة لموضوعات علم النفس عن أي كتاب آخر من موضوعات العلم، فنظرية الشخصية توضح لنا المحددات الأساسية للسلوك وحجم التأثير لكل منها، وطريقة تفاعلها، وكيف يكتسب الإنسان السلوك، وكيف تنمو شخصيته، وكيف يقيم الفرد علاقاته مع الآخرين وكيف يتصل بهم ويتفاعل معهم، وما عوامل الصحة والسواء مقابل عوامل الإضطراب والإنحراف.

ويمتاز هذا الكتاب ببعض المزايا تمكن المؤلف من أن يراعيها في تحرير الكتاب، وفيما يلي أهم هذه المزايا: 1-احتوى الكتاب على أحدث النظريات في مجال الشخصية مع شبه تصنيف لها، فالنظريات التحليلية تشمل نظريات فرويد، يونج، أدلر، هورناي، سوليفان، أريكسون، فروم والذي يعتبر حلقة الوصل بين التحليليين والإنسانيين الذين يمثلهم ماسلو، روجرز ويمكن أن نضم إليهم البورت، وهناك المعرفيين الذين يمثلهم كيلي، ميشيل، روتر، باندورا، أما سكنر فهو يمثل التقاليد السلوكية الصارمة، بينما يتحمس كل من أيزنك وكاتل لتفسير الشخصية من خلال السمات والعوامل، ثم موراي الذي يركز على الحاجات وإشباعهاتها في فهم الشخصية، 2-مجموعة من الأسئلة المرتبطة بجوهر النظرية التي يتصدى الفصل لعرضها، 3-مقدمة قصيرة تضع النظرية في سياقها التاريخي، وفي سياق النظريات الأخرى السابقة عليها والتالية عليها، 4- وجهة نظر المنظِّر في الإنسان، 5-تقييم يتضمن الإسهامات التي أضافتها النظرية إلى فهمنا لظاهرة الشخصية وأوجه القصور، 6-ملخص على شكل نقاط يشمل العناصر الرئيسة في العرض كله.