وصف الكتاب
لنتأمل هذه الآيات الكريمة، لتكون المقدمة الروحانية والعملية لهذا الكتاب.......، وليعي كل مُدبر.......، وكل مُفكر، وكل رزين، في آيات الذكر الحكيم، وما تمليه في قلب كل مبصر ومخلص، لما يريد أن يقدمه لطلابه ذوي الحاجات الخاصة، والمتلهفين للعلم، والعاشقين لكل جديد دون هوى أو تزييف.......، فالحمد لله الذي أعطانا تفسيراً عصرياً لهذه الآيات المباركات وأنها لدعوة في التربية الإبداعية لذوي الإعاقات. فليفكر الإنسان من أي شيء خلق؟، خلق الإنسان من ماء متدفق، يخرج هذا الماء من بين الصلب وعظام الصدر من الرجل والمرأة، والصلب هو منطقة العمود الفقري ــ والترائب هي عظام الصدر، وقد بيَّنت الدراسات الجنينية الحديثة أن نواة الجهاز التناسلي والجهاز البولي في الجنين تظهر بين الخلايا الغضروفية المكونة لعظام العمود الفقري وبين الخلايا المكونة لعظام الصدر وتبقى الكلى في مكانها وتنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي في الصفن عند الولادة، وعلى الرغم من انحدار الخصية إلى أسفل، فإن الشريان الذي يُغذَّيها بالدم طول حياتها يتفرع من الأورطية بحذاء الشريان الكلوي. كما أن العصب الذي ينقل الإحساس إليها ويساعدها على إنتاج الحيوانات المنوية وما يصاحب ذلك من سوائل متفرع من العصب الصدري العاشر الذي يغادر النخاع الشوكي بين الضلعين العاشر والحادي عشر. وواضح من ذلك أن الأعضاء التناسلية وما يغذيها من أعصاب وأوعية دموية تنشأ من موضع في الجسم بين الصلب والترائب ",العمود الفقري والقفص الصدري",. وتوجد عدة عوامل تلعب دوراً مهماً في تحديد ماهية الطفل، منها ما هو وراثي حيث يتم توريث هذه الجينات من جيل إلى جيل، ومنها ما هو هرموني حيث أن لبعض الغدد في الجسم دوراً كبيراً ومؤثراً في عملية اكتمال النمو الطبيعي للطفل، كذلك هناك عوامل بيئية لها دورها في نشوء الاضطراب، كأن يعيش الطفل في جو عائلي ونفسي غير مريح فينعكس عليه سلباً مما يؤدي إلى تأخر في نموه.