وصف الكتاب
مصطلح ",السلفية", من المصطلحات التي يحيط بمضمونها الغموض، أو عدم التحديد في عدد من الدوائر الفكرية والسياسية في واقعنا العربي والإسلامي المعاصر.. فهناك من يرون في ",السلفية", ",والسلفيين",: التيار المحافظ والجامد، بل والرجعي، في حياتنا الفكرية، وفي جانب الفكر الديني منها على وجه الخصوص... وهناك لأن يرون في ",السلفية", و",السلفيين",: التيار الأكثر تمرداً من فكر الخرافة والبدع، ومن ثم الأكثر تحرراً واستنارة في مجال الفكر الديني بالذات...
وهذا الغموض، أو عدم التحديد، الذي يحيط بمضمون مصطلح السلفية هو الذي دعا الدكتور ",محمد عمارة", إلى إعداد بحثه الذي بين أيدينا والذي خصصه للحديث عن السلفية، وعن منهجها النصوصي الذي صاغه الإمام أحمد بن حنبل، وعن اشتراطهم ",قطعية الدلالة وقطعية الثبوت", للأخذ بالنصوص المتعلقة بأمور الدين، وعن رأيهم بالقياس وشروط الأخذ به، كما وخصص المؤلف جزءاً من الكتاب لمسألة الحلال والحرام وهنا تحدث عن تضيقهم لدائرة الحلال والحرام واشتراطهم النصوص للحكم بما هو حلال أو حرام، ولأهمية الفكر السياسي السلفي أفرد المؤلف صفحات من بحثه للحديث عن هذا الفكر متوقفاً عند محطات بارزة من آراء علماء السلفية في ",السياسة", وعلاقتها بالشرع، وهنا توقف عند مسألة التمييز ما بين الشرع المنزل والشرع المتأول والشرع المبدل.