تتميز المعلومات عن معالم الثقافة الإسلامية في وسط افريقيا وخاصة جمهورية تشاد بالندرة، وإن وجدت فهي متناثرة في مصادر متعددة، أغلبها كتب باللغات الأوروبية، اما ما كتب عنها باللغة العربية، فيغلب عليه الجانب التاريخي والسردي، والمخطوطات العربية في هذه المنطقة تقدم معلومات أصلية ومهمة، ولكنها تحتاج إلى عناية وجهد خاصيين، لم يكتملا إلي الآن، ولهذا يصعب وصول الباحث إليها.
والوضع يكون أصعب إذا تسائل الباحث عن أوضاع المسلمين المعاصرة في هذه المنطقة، خاصة الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية في شاد المعاصرة، فالمصادر التي تناولتها محدودة وتفتقر إلي التحديد الإحصائي والرسمي الصادر عن الدولة الشادية.
وفي الجزء الثاني من الدراسة، ركز الباحث على حصاد حضارة إقراء في وسط افريقيا، منذ إنتشار العلماء وعلومهم في المستويات المختلفة؛ من المسيج القرآني إلي التعليم العربي الإسلامي العالي، الذي أنتج جماعة من المثقفين الذين قاموا بأدوار في المجتمع الحديث، وربطوا علاقاته بالعالم العربي الإسلامي.
وأخيرا ركزت الدراسة على عمليات التعامل مع تحديات الثقافة الغربية مع الثقافة الإسلامية، من مداخل إجتماعية مثل: التأثير على الهوية الإسلامية المتمثلة في الطفل المسلم والمرآة المسلمة والشاب المسلم، مما خلق أوضاع جديدة لم يألفها المسلم من قبل، فسعى بجهوده الذاتية لمواجهتها والتكيف معها.