وصف الكتاب
هل يمكن أن يكون هناك شيء يمكن اعتباره ثقافة سوداء أصيلة، في الوقت الذي تخضع فيه الصناعة المنتجة لهذه الثقافة لسيطرة شركات يملكها البيض؟ إن ما يقوله أليس كاشمور في هذا الكتاب عن الطريقة التي تم بها تحويل الثقافة السوداء إلى سلعة من السلع يجعل فكرة الثقافة السوداء موضع شك. فهو يبين لنا كيف أنه سمح للسود بتحقيق النجاح في إطار صناعة الترفيه وحدها، وبشرط أن يعملوا وفقاً لما لدى البيض من صور نمطية مقبولة، وكيف أن المستثمرين السود عندما بلغوا أعلى درجات سلم صناعة الترفيه كانوا يميلون إلى حد كبير جداً إلى فعل ما يفعله البيض في الظروف المشابهة. وفي تتبع كاشمور لتاريخ الثقافة السوداء من فترة ما بعد تحرير العبيد حتى أواخر القرن العشرين -أي من أغاني الزنوج الروحية حتى موسيقى الراب- يقول إن تضخم قيمة ",الثقافة السوداء", المسلعة قد يكون في حقيقة أمره مضاداً لمصالح العدالة العنصرية، وأن أهم آثار هذا التضخم -وأكثرها ضرراً- قد يكون هو الإشارة إلى إنتهاء العنصرية، في الوقت الذي يتم فيه الإبقاء على التراتب العنصري كما هو إلى حد كبير. في أكثر من موضع من الكتاب يبين لنا المؤلف أن الدور الأساسي للثقافة السوداء هو تخفيف ما يشعر به البيض من ذنب تجاه السود فالبيض مسؤولون عن ذلك الخطاب الذي جعل من السود جماعة ذات مكانة أدنى لا أهمية لصوتها في المجتمع، ويشير كاشمور إلى ما أسماه البعض ",المعضلة الأمريكية", ناتجة عن التراتب العنصري القاسي في المجتمع الأمريكي، ويراها هو ",مفارقة أمريكية",:أي تناقض بين الحرية البلاغية والقمع الفعلي الذي يمارس على الأمريكيين الأفارقة، ويرى كاشمور أن دمج ما تعارفنا على أنها الثقافة السوداء في ثقافة التيار العام كان حلاً لتلك المعضلة أو المفارقة. إن الثقافة السوداء شأنها شأن أية صناعة أخرى في المجتمعات الصناعية المتقدمة. ونرجو أن يغطي هذا الكتاب نقصاً في الموضوع الذي يتناوله، فإن ثقافة الأمريكيين الأفارقة أمر يستحق منا البحث والدراسة، وخاصة أن هذه الثقافة تسود العالم من خلال وسائل الإعلام واسعة الانتشار من قنوات تلفزيونية ومحطات إذاعة وأفلام سينمائية. وهي سلعة رائجة في أيدي مستثمريها من داخل الولايات المتحدة وخارجها. ولذلك حري بنا أن نتعرف على كيفية ظهور هذه الثقافة وعلى مفرداتها وعلى العوامل التي أدت إلى ظهورها وعلى كيفية تسليعها واستغلالها تجارياً. أقرأ أقل