دفاتر الثقافة تأملات في كل ما يمت إلى الثقافة بصلة، أي إلى الأدب والفكر والسلوك، في أصالة حقيقية، لا في طلاء يزول تحت أول مطرة. فهناك نظريات المؤلف في الشعر وفي الرواية وفي الكتاب وفي الكتابة وفي اللغة، بل في الخصوصيات وفي العموميات، مما هو حميم ومما تنفتح أبوابه مشرعة على رحاب عالم المعرفة.

ولعلّ العظماء الذين تكلم المؤلف عليهم يشدّون القارىء إلى مواطن العظمة الحقة وينتقلون به من طريق السفوح إلى درب القمم. كما أن الإقتضاب في التقديم وفي الشروح يغني القارىء، بصفحة أو صفحتين، عن المجلّدات الضخمة، لأنه يقدم له، على طريق سهل المتناول، حصيلة عمر من القراءة ومن التفكير، ومن الإهتمام الواظب بالشأن الثقافي من مختلف جوانبه.

إنه كتاب يثري المكتبة العربية ويثري الذي يقتنيه لأن المعرفة تعدي كالجود عند المتنبي.