يوضح المؤلف في هذا الكتاب معنى الثقافة، والعلاقة بين الثقافة والعلم، والحضارة، واثر ثورة المعلومات والاتصالات في الثقافة، فيبين الفرق بين الثقافة التقليدية والهامشية والثقافة الجماهيرية، وكيف يتم التخطيط الثقافي.

ويعالج كذلك التغيرات التي تطرأ على ثقافة الشعوب والأمم، ويتحدث عن نشأة علم اجتماع الثقافة وموضوعاته وأطره النظرية ورواده وإشكالياته. وعلاقته ببعض فروع علم الاجتماع الأخرى، وطريقة توظيف هذا العلم بشكل تطبيقي في الدراسة الاجتماعية للأدب.

ثم يدرس العلاقة بين أساليب الفكر وأنماط الحياة الاجتماعية، كما عالج المؤلف العلاقة بيت التنشئة الاجتماعية والثقافية، فبحث في مفهوم التنشئة الاجتماعية ومراحلها وأهدافها ودور الدين والأسرة والمؤسسات فيها. كما وضح العلاقة التي تربط الثقافة بالتنمية مثل العمل، وثقافة المواطنة، والثقافة المؤسساتية، وثقافة الحرية والديمقراطية.

وتعرض لإشكالية التراث في الفكر العربي المعاصر، فتناول قضايا الأصالة والمعاصرة وعلاقتها بالتاريخ والتراث، وناقش علاقة التراث بالصراع الإيديولوجي والسياسي، وانتقل لدراسة الهوية الثقافية والأمن الثقافي العربي، فذكر أن الثقافة الغربية قد تغلغلت في معظم حياتنا الفكرية والمعيشية.. وتعرض لمشاكل التخلف والتبعية والتأخر في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

ورأى أن التحديات التي يواجهها العرب ليست ثقافية مجردة إنما هي تحديات اجتماعية اقتصادية وسياسية تهدد الهوية الثقافية والأمن الثقافي العربي. أخيراً يقدم المؤلف رؤية تحديثية تنويرية للواقع الاجتماعي العربي من خلال الدراسات الميدانية، والدراسات المقارنة لعلماء اجتماع ومفكرين آخرين ضمنهم في إطارات خاصة موثقة.

عندما يدرس علم الاجتماع الثقافة يصل إلى نتائج مفاجئة توضح معالم الصورة الاجتماعية، والمعالم الثقافية لكل مجتمع.

وهذا الكتاب يدرس العلاقة بين الثقافة والعلم والهوية والمواطنة، والديمقراطية والحريات والإيديولوجيات، وأثر ثورة الاتصالات والمعلومات في الثقافة.

كيف حدثت التحولات الاجتماعية. ما العلاقة بين أساليب الفكر وأنماط الحياة الاجتماعية. التنشئة الاجتماعية وأثرها في التكون الثقافي، الثقافة والتنمية الاقتصادية.

هل يعيق التراث التطور الثقافي والاجتماعي. كيف تحل إشكالية الأصالة والمعاصرة. ماذا عن التخلف والتبعية. كيف تكون الحال في ظل تنوع اجتماعي ثقافي عربي أشبه بالفسيفساء.

إن التحديات التي يواجهها العرب اليوم ليست ثقافية فقط، إنما هي تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية تهدد الهوية والوجود والأمن الثقافي العربي.

يقدم المؤلف وهو أستاذ جامعي رؤية حداثية تنويرية للواقع العربي من خلال دراسات ميدانية موثقة، وأخرى مقارنة مع آراء علماء اجتماع ومفكرين آخرين.