وصف الكتاب
ما بين مؤلف الكتاب ",نقولا زيادة", وبين المغرب العربي صلة قوية، هي بصلة الرحم أشبه، وقد كان وصفه لكتابه هذا بفعل إيمان ركيزته البحث عن الحقيقة في مظانها الأصلية، وتقليب الأمور على وجوهها المختلفة، قبل تدوين النتائج، وقد وضع فصول هذا الكتاب بين يدي القارئ وفيها معرفة جاءت نتيجة البحث والقراءة العميقة والتفكير والتنظيم الدقيقين والخبرة الطويلة في التعامل مع التاريخ والحضارة.
وفي هذه الفصول انطباعات هي ما تركه تنقل المؤلف الواسع في أنحاء بلاد المغرب، وقد سجلت عينه هذه الانطباعات، ثم جاء قلمه ليعبر عنها تعبيراً صادقاً، وفيها عواطف جاشت بها نفسه من حيث أنها نتيجة ما مرّ بين الناس هناك وبينه من بيوتهم وأنديتهم ومقاهيهم ومضاربهم وقاعات المحاضرات ومسارح التمثيل واجتماعات الأحزاب السياسية، وما كان اكثر هذه كلها عبر نحو أربعة عقود من السنين بدءاً من سنة 1949، وما أكثر ما كان فيها من أحاديث خاصة، وصلات حميمة ونقاش حاد، لكن ذلك كله، وكما سيكشف القارئ كان في إطار من الود والحلب، ومن هنا كانت هذه العواطف التي يشعر بها القارئ لهذه القصوى، إلى جانب ذلك كان في هذه الفصول أثر من البيئة الطبيعية التي خيرها المؤلف في رحلاته هناك، صحراء قاحلة حارة، وواحات فيها الخير كل الخير، وجبال شامخة، ويجب التنويه إلى أن هذه الفصول وكما ذكر المؤلف، كتبت على مدى سنوات طويلة، فبعضها وضع في الخمسينات والبعض الآخر كتب في أواخر سنة 1985، وهذا ما يفسر ما يجده القارئ من تفاوت في الأسلوب والتعبير وتكرار.