تشكل ", سياسة ملء البطون", ظاهرة اجتماعية شاملة، كما تصورها مارسيل موس.
والتسامح المتعجرف الذي ينظر به الغربيون إلى هذه الأوضاع، والازدراء المتهكم من جانبهم إزاء تلك الممارسات يعوزه المنطق. وسيبذل الجهد في الصفحات القادمة لمحاولة فهم هذا المسار الذي تسلكه السياسة والدولة بقدر أكبر من الدقة. فلهذا المسار، بلا شك ، سماته الخاصة بالمقارنة مع خبرة السلطة في الغرب وفي آسيا، ولكنها سمات ذات طابع تاريخي بحت، و ننوي بالطبع التوسع في وصف هذا المسار كما لا ننوي بالاحرى تقديم تفسير نهائي له. فهذه المهمة شبه مستحيلة حقا لاننا بصدد شبه قارة مقسمة إلى 36 دولة ( في مقابل 13 دولة في أمبريكا اللاتينية و18 دولة في الشرق الأقصى) مما يتعدى على أى حال حدود قدراتنا وهدفنا الأكثر تواضعا هو اقتراح أسلوب في الاستدلال والتحليل ورسم الخطوط العريضة لنموذج مما يمكن ان يساعد في وضع دراسات وافيه ومقارنات لاحقة وفي إثراء حوار علمي يميل إلى الخفوت بعد المناقشات النظرية المستفيضة التي جرت في الستينات والسبعينات.