فى معالجتنا لهذا الموضوع سنحاول عرض تاريخ القارة الإفريقية نفسها فى هذه الفترة, وفى الخطوط العريضة والعامة, مبتعدين فى ذلك عن كتابة تاريخ الأوروبيين فى إفريقية, أو تاريخ المستعمرين فى إفريقية, وبذلك تكون محاولة بسيطة فى حجمها, وإن كانت بعيدة مداها, بالنسبة لدراسة الأفارقة أنفسهم.

ولسوف نعالج فى الجزء الأول من هذا الكتاب, وهو الخاص بتاريخ إفريقية فى العصر الحديث, أمر الأوضاع الموجودة فى هذه القارة عند ظهور فجر التاريخ الحديث, وسيادة صفة الإسلام على أغلب سكان هذه القارة, وخاصة فى نصفها الشمالى, وذلك فى وقت هجوم كل من إسبانيا والبرتغال على هذه القارة, ونستمر بعد ذلك فى شرح عملية إستغلال إفريقية, مع تجارة الرقيق, ومع الشركات الإستعمارية الأوروبية, والتى تعددت جنسياتها, وبعد ذلك تأتى محاولات كشف القارة الإفريقية, ثم تقسيمها, وإستعمار الدول الأوروبية لها وعملية إستغلالها, ونصل بذلك تاريخياً حتى فترة الحرب العالمية الأولى.

أما الجزء الثانى من الكتاب, وهو الذى يختص بتارخ إفريقية فى الفترة المعاصرة, فهو يعطى حركات التحرر فى هذه القارة منذ مرحلة الحرب العالمية الأولى, ومع إستمرار عمليات الإستغلال الرأسمالى الضخمة, وحتى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, والتى يصل فيها العالم إلى مرحلة إزاء الإستعمار وتصنيفه.