هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب
قراءة و تحميل تاريخ العلاقات العربية الأفريقية pdf
قام العرب والأفارقة خاصة في منطقة شرق أفريقيا وفي شمالها وغربها بدور حضاري وفكري وإنساني بارز ترك أثره البعيد في مجري التاريخ في هذه المنطقة من قلب العالم التي شملت البحرين الأحمر والأبيض، وتفاعل هذا الدور التاريخي تفاعلاً ناجزاً مكنه من التأثير على الوضع العالمي في قرننا هذا.
وقد دفعنا هذا الأمر إلى محاولة إستقصاء العلاقة التي ربطت بين هذه المناطق من أفريقيا وبين العرب إسهاماً منا في إستكشاف هذا الدور التاريخي والتأكيد على وجوب ترسيخ عمق الروابط التي وثقها في هذه المنطقة إمتزاج الدم العربي الأفريقي وأكدتها وحدة الدين والثقافة والتاريخ المشترك.
حاول بعض المؤرخين بين المستشرقين الغربيين على وجه الخصوص تشويه هذه العلاقة العضوية فحملوا على الإسلام وصوروه حجر عثره أعاق دروب هذه المناطق الأفريقية وأقعدها عن التقدم.
سار هؤلاء في دروب هذا المنهج المغرض فصوروا أفريقيا جزءين منفصلين بصحراء كبرى أحدهما أبيض في الشمال والآخر أسود في الجنوب لكل ثقافاته وحضاراته المميزة عن الآخر.
وهذا الكتاب دراسة للممالك الإسلامية التي قامت في هذه المناطق من أفريقيا، وعملية إستجلاء لدور العلاقات العربية الأفريقية التي انطلقت عبر البحر الأحمر وجزره، وعبر الصحراء وواحاتها، فأقامت الدول وضمت الجماعات إلى بعضها في وحدة وطنية كان لها الأثر الأكبر في الحياة الإجتماعية والإقتصادية في هذه المناطق الأفريقية.
وقد تبين لنا أن العلاقة بين الجانبين في الشمال والجنوب فوق أنها علاقة دم - تميزت بالتكامل الإقتصادي إستيراداً وتصديراً وإنتاجاً، وبالترابط الحضاري ديناً وأخلاقاً وتعاوناً؛ ولم نجد أثر للإفتراء الذي إفتراه البعض من أن تلك العلاقة تميزت بقيامها على جنس أرقى قادم من شمال الصحراء، وآخر أدنى منه يقطن جنوبها.
فالإسلام الذي ارتكزت عليه تلك العلاقة لا يقر العنصرية ولا يعرف التفوق العرقي، فالتزم به أهل تلك المناطق وتأكدت وحدة الروابط البشرية وسارت اللغة العربية مع القرآن وأصبحت لغة الثقافة والعلم في المنطقة.