وصف الكتاب
اختيار شربل داغر تسمية كتابه ",الأنطولوجيا الزنجية-الأفريقية", ما يشير إلى أصل بعيد، هو الزنوجة ",المتشظية", في العالم، كما يحلو لسنغور القول والى راهن أفريقي، من دون أن يتضمن كل الشعر المكتوب في أفريقيا: فالشعراء العرب الأفارقة، سواء اكتبوا في العربية أو حتى في الفرنسية، مثل ",الطاهر بنجلون", أو ",مالك حداد",، ليسوا معنيين بهذه التسمية، كما أن الشعراء ",البيض", في جنوب أفريقيا أو الملونين", فهم غير مصنفين فيها أيضاً. فما جمعه الباحث في كتابه هذا هو شعر أفريقي، إلا أنه لا يشمل الشعر الأفريقي المتصل بحضارة أخرى في أفريقيا نفسها غير الحضارة أو الثقافة السوداء أو الزنجية.
هذا وأن منشأ الخلاف في تعيين هذا الشعر يعود إلى تاريخ الشعر نفسه، فهو شعر تبلور وتعين في ثنايا القصيدة، وقبل محددات الجغرافية والأوطان، أي انه شعر وجد في ما يكتبه، وفي عدد من القيم التي صاغها واستمد منها نسخ الشعر، مادة لتاريخه المعيّن لاحقاً.
ويقول الباحث أن فكرة إعداد لانطولوجيا عن هذا الشعر لم تبصر النور إلا بعد أن انعقدت منذ نيف وعشر سنوات صلات التعارف والصداقة بينه وبين عدد من مبدعي هذا الشعر: ليوبولد سيدار سنفور، تشيكايا أوتامسي، بولان جواشيم، نيمرود بينا دجنغرانغ، رينيه ريبستر، جاك رابيما ننجرا، ادوار ج مونيك، آمادو لامين سال، بول داكيو وغيرهم أيضاً.... وهذه الانطولوجيا هي الأولى في نوعها في عالم العربية، وقد حدا هذا الأمر، بالباحث، عند إعدادها، إلى تلبية عدة مقتضيات، منها أن تكون انطولوجيا تقديمية وتعريفية. وقام لهذا الغرض بجولة ميدانية واسعة في خريطة هذا الشعر وانتهى منها بترجمة 40 شاعراً من 16 موطناً ساعياً في اختياراته إلى تقديم أنماط مختلفة منه، كما تعمد الوقوف عند شعراء أو عند دواوين بعينها نظراً لدورها التاريخي وقبلاً قيمتها الشعرية الخالصة.
ومن المقتضيات التي ألزم الباحث بها نفسه هي طلب الجودة الشعرية بطبيعة المال محتفظاً لنفسه بحق تمييز شعراء عن غيرهم، فأفرد مكانة أوسع للشعراء: تشيكايا أوتاسي، ليون وأماسي، رينيه ويبستر، ليويولد سيدار سنغور، إيمي سيزير، وإدوار ج، مونيك، لأنه وجد في قصائدهم أجود هذا الشعر.
هي الأنطولوجيا الأولى من نوعها في عالم العربية؛ وتضمّ شعراً مترجماً عن الفرنسية لأربعين شاعراً، من ستّة عشر موطناً إفريقياً، أو ممّن لهم أصول زنجية، وهي أنطولوجيا تقديميّة تعريفية اعتمد شربل داغر في وضعها على دواوين الشعر القديمة والحديثة، وعلى عدد من الأنطولوجيات الموضوعة بالفرنسية، بحيث تسنّى له أن يجمع أنماطاً وأجناساً مختلفة من هذا الشعر. وقد تعمّد الوقوف عند بعض الشعراء والدواوين نظراً لأهميّتها التاريخية؛ كما احتفظ لنفسه-وهذا حقّ طبيعي لواضعي الأنطولوجيات-بحق تمييز بعض الشعراء عمّن سواهم، فأفرد للشعراء: تشيكايا أوتاسي، ليون داماس، رينيه ديبستر، ليوبولد سيدار سنغور، إيمي سيزير، وإدوارد ج. مونيك، لأنه وجد لديهم أجود هذا الشعر.
إنه شعر طافح بإنسانيّة عالية، ذات نبرة غنائية جارحة، وهو يقودنا إلى مجموع حضاريّ مهمّ، ويهدينا إلى من هم الأقربون فيا لجوار دون أن نعرف عن ثقافاتهم وشعرهم شيئاً.