إنها الساعة الثامنة عشر، وأضواء الشمس تذوب في الليل في غران باسام، في جنوب مستعمرة ساحل العاج، ‏يبدو الفسق كل مساء متعجلاً إجتياح الضوء ليغرقه في الظلام وهي اللحظة التي تصحو داخل جميل مأساة ‏الشعور بالوحدة القديمة المتوارية في جميع الأحاسيس؛ وإرتباطاً منه بهذا الشعور بطريقة غير قابلة للشفاء، ‏مثل دوار شديد في الجسم الذي يحمل جميل الآن عمره فيه بشكل شاقولي أكثر تبرز الحاجة الملحة إلى منزل ‏لا يزال يحصل له.‏ ‎

‎ خلال بضع لحظات، أن يشعر بهذا الفقدان على الرغم من المنزل الذي يعيش فيه حالياً منذ عامين، كما لو أن ‏الحلم الذي حققه بإمتلاكه بيتاً حقيقياً أخيراً قد تبدد في غبار الليلة الوليدة ليتكشف له بأفضل صورة بعد بضع ‏لحظات وسط روعة الواقع؛ وهكذا تتيح له حيلة النسيان أن يستعيد دهشة المنزل.