وصف الكتاب
يُنبه الكاتب عمر عبيد حسنة في كتابه هذا المسلمون من أن يقدموا في فخ ما سمي بالإستشراق، وضرورة توافر الجهود في مختلف المواقع أو الوسائل للمساهمة في فك التحكم الفكري والإحتواء الثقافي وإعادة بناء الشخصية المسلمة، وترميم عالم الأفكار، وتنقية الموارد الثقافية، وإمتلاك القدرة على الإجتهاد، وإيجاد الأوعية الفكرية لحركة الأمة، وتنزيل الإسلام على واقع الناس وتقويم سلوكهم به.
ويعتبر ",أن الإستشراق كان ولا يزال يشكل الجذور الحقيقية، التي تقدم المدد للتنصير والإستعمار، والعمالة الثقافية، ويغذي عملية الصراع الفكري، ويشكل المناخ الملائم لفرض السيطرة الإستعمارية على الشرق الإسلامي",.
ويدهن الكاتب على حجته فيما جاء في القرآن الكريم فيقول: ",لو أن القرآن الكريم استجاب لكل تمحلات الكافرين وشكوكهم وشبههم، لكانت آياته جميعاً تمثل رد الفعل، والإستجابة لطلبات الكافرين، ولما تفرغ لبناء أمة، وإنجاز حضارة",.
-من جانب آخر، يعيب على المسلمين الأفكار الدفاعية لأنها تعني إعفاء النفس من المسؤولية وأننا لا نرى في مجال التدوين للسنة سوى النقل لجهود السابقين من الخطوط اليدوية، إن حروف الطباعة واقتصر عملهم على تحقيق بعض الأحاديث تضعيفاً وتقوية، ولإثبات حكم فقهي أو إبطاله، أو إثبات سنة، في مواجهة بدعة. وهذا برأيه جهداً فكرياً فردياً لا يمكن المسلم من الإنتفاع بكنوز الميراث الثقافي.
-في حين نجحت العقلية الأوروبية الإستشراقية، في فرض شكلية لها وآليتها على التحقيق، والتقويم، والنقد، والسيطرة على مصادر التراث العربي الإسلامي، فكتبوا في الأدب، واللغة، والتاريخ، والثقافة، في محاولة لبناء الذهنية الإسلامية وفق النمط الغربي من خلال مصادر عدة، مراكز بحوث - جامعات - مدارس، إلى درجة أصبح كثير من مثقفي عالمنا العربي لا يستطيع الكتابة عن تراثه إلا بالرجوع إلى مصادر المستشرقين، فأصبحت بذلك الموارد الفكرية الخارجية هي التي تصنع الثقافة الداخلية، أو أصبح الخارج هو الذي يتحكم بالداخل الإسلامي.
-واخيراً يُعزي السبب في هذا التراجع عند العرب إلى أننا اكتفينا بالإدانة والتفاخر والتعالي بالأصوات والخطب الحماسية وإلقاء اللوم في عجزنا على الآخرين بينما انشغل الغربيون بالتحقيق والنشر لأمهات الكتب في السيرة والتاريخ.
-وأخيراً الحل برأيه أن نكون قادرين على الإنتاج الفعلي، لمواد ثقافية تمثل ثقافتنا، وأن نكون في مستوى الحوار والتبادل المعرفي وإنتاج مناهج وآليات للفهم تخصنا نحن لإن نقل نموذج غربي إلى ثقافي آخر مختلف عنه لا يجدي نفعاً.