وصف الكتاب
هذا هو الجزء الثاني ويتناول معاناة الأسوياء الذين يعايشون المرض.. والمرض قد يكون مختفيا غير ظاهر، وهنا تكون المشكلة أعقد وأصعب.. فأنت تعايش وتتعامل مع إنسان يبدو ظاهريا أنه سوي أو هكذا يبدو في أعين كل الناس، إلا أنك تعاني من سلوك وأفكار غريبة تصدر عنه ولا تعرف كيف تتعامل معه.. حتى أنت نفسك لا تصدق أنه مريض ولكنك بكل تأكيد تشعر كم هو غريب.
وحظك غير الحسن قد يوقعك في إنسان سيكوباتي.. صديق أو زميل أو جار أو شقيق أو -ويا للتعاسة- شريك حياة.. إنسان بلا عواطف وبلا ضمير، قاس، عدواني، أناني، وعن طريقه تعرف كيف تكره إنسانا.. والحياة بلا حب لا حياة.. والحب هو الأب الشرعي للفن.. والفنان غريب.. وقد يقال عنه أنه مجنون.. وهذا الكتاب يفحص هذه الحقيقة أي العلاقة بين الفن والجنون..
ثم يمس هذا الكتاب قلبك مسا عنيفا من خلال ثلاثة مواضيع كتبتها بإحساس متقد.. وأنا حين أكتب لابد من أربعة رفقاء.. مراجعي العلمية، نجيب محفوظ، أم كلثوم، وعبد الوهاب.. بذلك ينشط العقل وتزداد ضربات القلب عددا وعنفا... كتبت لك عن إمراة عاشقة وعن الأنوثة الحقة وعن فراق الحبيب.. ولا أقول أن خيطا يربط بين هذه المواضيع الثلاثة، بل أكاد أقول حقا أنها موضوع واحد متصل.. إن شئت عنوانا له يكون ",الحب",. ولا شيء يخفف عنا أعباء الحياة إلا الحب.. ولكن ما أندره في هذا الزمان.. ومن كان له حبيب فليحافظ عليه..
ولا يوجد ما هو أسوأ من فقد الحبيب.. والموت شيء فظيع.. وكل أنواع الاكتئاب تشفي إلا الاكتئاب الذي يصيب إنسانا حين يفقد حبيبه عن طريق الموت.. إن بقعة مرة تفترش القلب والعقل وتصبغ مرارتها كل شيء حتى آخر لحظة في العمر.. ولا شيء يخفف من أحزان الفقد إلا العمل.. ومن قبل ذلك ومن بعده نلجأ إلي الله.. حبنا الأول والأكبر والأزلي.. ومن سبقنا ذهب إليه، ونحن حتما سنلحقه ولا يبقي إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
إذا وعيت حقيقة الحياة فسوف تتمسك بمن يحبونك وتحافظ عليهم وتسعد بالحياة بجانبهم وسيمتلئ قلبك سماحة ورقة وبساطة وودا وتواضعا وتضحية وإيثارا.. لن تشغل نفسك بعداوة أو انتقام، وستزهد في كل ما هو مادي ولا تنظر إلي ما عند غيرك.. ستشعر أنك أغني الأغنياء وملك الملوك يثير قلبك العامر بالحب ونفسك المشبعة بالسماحة والصفاء.... هذه محاولة متواضعة مني، ومن خلال خبرة طويلة أن أقدم لك علاجا لبعض آلامك وأحزانك. وليس من دافع لي إلا: الحب.