وصف الكتاب
تكمن أهمية هذه الدراسة في تناولها لأحد أهم الموضوعات الفكرية التي يجري الحديث عنها أو التفكير فيها الآن وهو موضوع ظاهرة العولمة التي أصبحت اليوم محطّ أنظار الجميع لما أخذت تشكله في حياة الشعوب من تحديات اقتصادية وسياسية وثقافية وفكرية، والتي بدأنا نتلمس آثارها في مختلف جوانب الحياة. ومن ثم ستكون هذه الدراسة بمثابة محاولة لمواكبة ما يجري الآن على المستوى الفكري بشأن العولمة وخصوصاً الجانب الثقافي وذلك للوقوف على أبرز التحديات الثقافية للعولمة سواء على صعيد الدولة القومية أو على الصعيد العالمي..... r>,
وبالرغم من تنوع الناهج التي يمكن استخدامها في دراسة العولمة والتحدي الثقافي. إلا أن الدراسة ارتأت أن يطغى في التحليل الجمع بين المناهج، لأن الطبيعة الظاهرة تتطلب القيام بتحليل الظاهرة عن طريق وصفها والتعريف بها وتحديد العوامل والمداخلات التي أسهمت في بروزها.
مع ذلك فإن الدراسة ركزت على المنهج النظمي ومنهج التحليل الثقافي الذي يركّز على المستوى الثقافي في تحليل العلاقات بين الدول والشعوب إلى جانب ذلك ثم الاستفادة من منهج ",توينبي", في التحدي والاستجابة. توزعت هيكلية الدراسة على أربعة فصول: عرض الفصل الأول إطاراً نظرياً في المفاهيم تناول كلاً من مفهوم العولمة ومفهوم الثقافة كمفاهيم رئيسية في الموضوع. ومفهوم الغزو الثقافي والاختراق الثقافي والثقافة العالمية والاستثناء الثقافي كمفاهيم ثانوية. أما الفصل الثاني فكان بمثابة الجزء الأول من الدراسة وذلك لتركيزه على أبرز المتغيرات التي شهدتها الحياة في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والتقانية والمعرفية والتي أسهمت في بروز العولمة. الفصل الثالث، جاء محاولة لاستشفاف أبرز التحديات الثقافية للعولمة سواء على صعيد الدولة القومية أو على الصعيد العالمي تمثلت بتحدي السيادة الثقافية للدولة القومية أولاً وتحدي الحفاظ على التنوع الثقافي ثانياً وتحدي التقارب بين الثقافات ثالثاً. الفصل الرابع تناول الاستجابة للتحديات الثقافية للعولمة على مستوى الدولة القومية وعلى المستوى العالمي.