وصف الكتاب
لسنا بحاجة للسؤال من أين نبدأ لأن من قال بـ ",نظرية المعرفة", أعطانا البداية دون أن نطلبها منه ولكنها مع الأسف بداية معكوسة فكما سبق وذكرنا إن النظرية لا تكتمل إلا إذا اعتمدت المعرفة المسبقة لتشكيل أدواتها ومفرداتها ونسيجها الكلي بالاضافة إلى لسانها ",لغتها", الذي تعبر به عن نفسها وهكذا فإن النظرية التي انبثقت من المعرفة أرادت بعد ذلك أن تضع لهذه نظريتها ولا يستقيم هذا الأمر إلا إذا تعرضنا للمعرفه أولاً ثم إلى مفهوم النظرية لعلنا نصل إلى ماهو حق. إن مأزق الإنسان الوجودي يمكن في نظرته إلى المعرفة وحيثياتها ومصادرها ومعطياتها وغاياتها وإن لم يكن هذا بالضبط مأزقة ومصدر قلقه واضطرابه يحق لنا التساؤل عن الأسباب التي دفعت الناس للخلاف والاختلاف ؟.
ومن ينكر بأن الخلاف الأكبر بين البشر إنما هو خلافهم على حقيقية وجودهم وغاية هذا الوجود؟ ودليل ذلك تعدد الديانات والعقائد والفلسفات وكلما ازداد التعدد تزايدات معه الحالة المأزقية وتجسد أكثر القلق المستقبلي فالإنسان يبحث حقاً عن ضمانة لحياته ولم يعد يثق بالمادة التي صاغها وصنعها لتحقيق له الكفاية والضمانة . فالألم أكبر من أن تزيل مواد الصناعة الطبيعية والعقاقير المختلفة لأنه مأزق وألم الوجود.
هذا الكتاب يبحث في نظرية المعرفة الأولى وذلك بهدف تأسيس إنثروبولوجيا ثقافية إسلامية، وقد توزع الكتاب على سبعة فصول وفق ما يلي: الفصل الاول: ",حول المعرفة والنظرية",، الفصل الثاني: ",في النظرية ونقيضها",، الفصل الثالث: ",بين العلم والمعرفة",، الفصل الرابع: ",لماذا كنا؟",، الفصل الخامس: ",المعرفة والإنسان",، الفصل السادس: ",الإنسان – الشيطان",، الفصل السابع: ",العقل والمعرفة",.