إن ظاهرة التعامل النفسي سمه أساسية للمجتمعات المعاصرة، فهي الوجه الآخر للممارسات السياسية وهي تكتيك المجتمع السياسي لتنفيذ السياسية الخارجية للدولةن والحرب النفسية تعد من أبرز مفاهيم وأدوات ظاهرة التعامل النفسي، وان كانت أداة مرتبطة بالقتال المسلح حيث تعد له وترافقه ولكنها لاتستقل عنه وهي الان عالمنا المعاصر بديلاً لهذا القتال حيث برز التقدم الرهيب في أدوات التعامل مع النفس البشرية والذي قاد ليس إلى التلاعب بالنفس الفردية وإعادة تشكيلها فحسب، وإنما إلى التلاعب بالنفس الجماعية والشخصية القومية والحروب النفسية الأمريكية والإسرائيلية والايرانية التي قدمها ودرسها هذا الكتاب تؤكد حقيقة أساسية وهي أن التمايز ف يالفلسفات التي تقف خلف هذه النماذج لا تخرج عن الإطار الفكري لظاهرة الحرب النفسية وبالذات فيما يخص القواعد الأساسية على مستوى التحليل والتخطيط والتنفيذ.