يحاول المؤلف لهذه المحاضرات أن يعطي القارئ صورة عامة عن الأنثربولوجيا الاجتماعية، وهو يدرك أن هناك قدراً كبيراً من الغموض يكتنف الموضوع حتى في أوساط القراء الواسعي الاطلاع، إذ يبدو أن الاسم يثير في الذهن ارتباطات غامضة مبهمة إما عن الشعائر الغريبة والخرافات العجيبة التي يمارسها المتوحشون، وسوف يجىء عرضه للموضوع متأثراً بهذا الإدراك. وعلى ذلك سوف يفترض أن بعض القراء يجهل كل شيء عن الأنثربولوجيا الاجتماعية، وأن البعض الآخر يتصور عنها أشياء لا تمت إليها بسبب.

وسوف يحدد في المحاضرة الأولى المجال العام للموضوع، ثم يتبع في المحاضرتين الثانية والثالثة التطور النظري للعلم، ويناقش في المحاضرة الرابعة ذلك الجانب من الدراسة الذي يسميه بالعمل الميداني أو الدراسة الحقلية fieldwo r k، ثم بين في المحاضرة الخامسة تطور النظرية والدراسة الحقلية على السواء بأن يضرب بعض الأمثلة من الدراسات الحديثة، ثم تكلم في المحاضرة الأخيرة عن علاقة الأنثربولوجيا الاجتماعية بالشؤون العملية. وسوف يقتصر في هذه المحاضرات على الأنثربولوجيا الاجتماعية في إنجلترا حتى يتجنب الصعوبات التي قد تقف في طرق عرضه.