تعتبر مشكلة التوحد هي بالفعل مشكلة محيرة، لأن الطفل التوحدي لا يبدو من مظهره الخارجي أنه يعاني من أي قصور، فهو يبدو طبيعياً تماماً وبالتالي يصعب التعرف عليه ويشعر العاديين من يتعامل مع أطفال التوحد بالحيرة الشديدة، وذلك نتيجة أختلافهم الشديد عن غيرهم من الأطفال العاديين، فالطفل التوحدي يبدو مثل الحاضر الغائب، فهو حاضر جسدياً ولكنه غائب في عالمه الخاص، وتجد نظراته تنفذ من خلال الآخرين ولكنها لا تتوقف عليهم ولا يبدو عليه أنه يهتم أو يشعر بمن حوله.

ولتوضيح ذلك المفهوم حول التوحد فإن الكتاب الحالي يضم بين طياته عدة فصول.... ويتناول الفصل الأول تعريف التوحد وأسبابه وتشخيصه وعلاجه ويتناول الفصل الثاني أنواع التوحد والفصل الثالث التوحد واضطرابات التواصل اللغوي والفصل الرابع التوحد والتواصل الإجتماعي والفصل الخامس برامج تدريبية لتنمية القدرات العامة.

ونحن إذ نقدم هذا الكتاب لا نعتبره القول الفصل في المجال وإنما هو خطوة نخطو بها نحو أمل مشرق للطفل والطفولة فليس إحسان منا تجاههم ولكن حقهم في الحياة وأن نقدم لهم يد العون والمساعدة وتزويد الباحثين بمجموعة من المراجع التي يمكن أن تفيدهم في هذا المجال، متمنين لطلابنا الأعزاء أن يستفيدوا استفادة تامة وكاملة بما يقدم لهم، إسهاماً في تكوينهم التربوي العلمي.