في هذا الكتاب الثاني(أسطوريات) التي يحاول الكاتب بها أن تكون سجلا للحياة الدينية والعقائدية ولما يمتزج بها أو حتي تقوم عليهمن روايات وحكايات وأساطير هي التي شكلت كل جوانب حياة الانسان ووجوده في مختلف الثقافات والشعوب القديمة نسعي الي ابراز عناصر ومقومات النسق الديني في منطقة أخري من تلك المناطق التي رسمت واقع وحدود العالم القديم منذ ما قبل التاريخ. ففي تلك المراحل المبكرة جدا من حياة الانسان عندما بدأ يتفتح علي الوعي بذاته وبدأ أول ما بدأ يندهش وتسائل ويدرك وهو ما لابد يكون قد حدث لدي الجماعات الأولي التي استقرت في الارض وعرفت الزراعة ومارستها حتي اكتسبت الأرض بحاتها الخضراء المترامية تبرز الأهمية البالغة لتلك المناطق الواقعة في غربي آسيا وحول حوض البحر المتوسط التي حددت منذ زمن سحيق يرجع الي ما قبل الألف الثالثة ق.م أبعاده وملامح ما يعرف بالشرق الأدني القديم وخصوصا بالشرق ميسوبوتاميا(بلاد ما بين الرافدين) وسوريا وفلسطين وسائر الأراضي التي امتدت حتي جنوب الجزيرة العربية وتركستان والتي كانت علي درجة من الخصوبة تفوق بكثير ما هي عليه الآن . وأعتقادي أنه بالقاء الضوء علي ميثولوجيا الشرق الأدني القديم سوف تتكامل حلقات معرفتنا بطبيعة الأفكار والتصورات التي تعكس جهود الانسان لكي يفهم ويفسر العالم الذي يعيش فيه والقوي المختلفة - مرئية كانت أم غير مرئية - التي تتدخل في حياته بل وترسمها وتشكلها الي حد بعيد .وهي علي أية حال الأفكار والتصورات التي تمثل الأساس الديني والعقدي الذي انبنت عليه مختلف المجتمعات والحضارات التي تعتبر بأكثر من وجه المهد الحقيقي لكثير من الأديان والديانات والثقافات التي ما برحت تؤثر في وجودنا المعاصر بكل ما يطلقه واقعها وخيالاتها من تأثيرات لها مضاعفاتها ونتائجها علي وجود الانسان نفسه وأفعاله وسلوكه وتصرفاته في كل مناحي الحياة. والأمل معقود علي أية حال أن تكون المعرفة بما قد كان سبيلا لزيادة الفهم بما هو كائن وما قد يكون وعلي الله قصد السبيل