سوف يساعد هذا الكتاب المتخصصين الذين يساعدون هؤلاء الآباء على فهم أعراض مرض التوحد، وفي نفس الوقت يوفر لهم مرشداً يدلهم مسبقاً إلى ما يجب أن يفعلوه، إلى أتمنى أن يزود هذا المرشد الآباء بالمعرفة التي تمكنهم من فهم أكثر اكتمالاً للمشاكل المرتبطة بالتوحد ولاتخاذ القرارات التي تساعد على نمو طفلها ليصبح سعيداً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليستطيع أن يتعامل مع الآخرين ويتواصل معهم بأفضل شكل ممكن، يجب على المتخصصين أن يعرفوا الخصائص المميزة لمرض التوحد، وذلك من أجل العمل بفعالية مع أولياء الأمور، وتفهم مخاوفهم، فالتشخيص والتدخل المبكر ليس سوى البداية.

قد جزت في هذه الحيرة من قبل، لأن ابني البكر مصاب بالتوحد.. اختبرت شعور الأب الغاضب المغتاظ تجاه المتخصصين، واختبرت أيضاً الشعور بالراحة لعلمي بوجود أسرة أخرى تمر بهذا الصراع نفسه، وبالتالي فإن الغرض من هذا الكتاب هو إعطاء نقطة بداية للمتخصصين الذين يواجهون الأسر التي صدمت تشخيص أطفالهم بالتوحد، أنا أؤسس هذه النصائح التي أقوم باسداتها هنا على تجربتي كوالد لطفل يعاني من التوحد، والإعاقة الذهنية، وكطبيب نفسي للأطفال يرى ويتعامل مع أطفال مصابين بالتوحد يومياً، آمل أن يكون هذا الكتاب دليلاً مفيداً يزيد من فهم المتخصصين وقدرتهم على مساعدة الأطفال التوحديين وأسرهم المحبة لهم.