وصف الكتاب
في القرآن الكريم اعجازات لا تحصى منها الإعجاز البياني الباهر الذي أعتوره الجهابذة في كل الأزمان، وما زال ينتظر المزيد، ومذلك الإعجاز الموسقي في إيقاع حروف وكلمات وجمل وعبارات النص القرآني والتناسبات المعجزة موسيقياً بينها، والإعجاز التاريخي بالإهبار عما مضى، والإعجاز الغيبي بالإخبار عما سيأتي، والإعجاز التشريعي، والإعجاز العددي الذي أعان الحاسوب على الوصول إلى نتائج مذهلة فيه، وغيرها من الإعجازات المهمة. لكن للإعجاز العلمي خصوصية خاصة في العصور الحديثة، لأهمية العلم والمعارف العلمية والمكتشفات العلمية في تشكيل الوعي البشري للأفراد والجماعات، ولقدرة مزاي الإعجاز العلمي في الانتقال من لغة إلى أخرى دون التأثر بالحواجز اللغوية.
الباحث هنا أخذ محورين رئيسيين من محارو الإعجاز العلمي. المحور الأول، الإعجاز الكوني، والمحور الثاني الإعجاز المائي، دون إغفال لأهمية الإعجاز العلمي في المجالات الأخرى البيولوجية والزراعية والطبية والكيميائية وغيرها. ولك يكن ذلك كذلك إلا لأن الباحث من هواة القراءة في الفيزياء والفلك، ومن المتخصصين في هندسة المياه، فكان قريباً من تنسم ظلال الفيزياء الكونية من جانب بحكم الهواية، وهندسة المياه من جانب آخر بحكم التخصص.
وتفي ظلال كلمات الله وموحياتها لا حدود لها، لأن كلمات الله هي المعادل الحقيقي وليس فقط المعادل الموضوعي لحقائق الكون. قال تعالى: ",قال لو كان البحر مداد لكلمت ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مداد",.
وهذا البحث قيس من كلمات الله التي وسعت السموات والأرض، وهو يدلل على أن تأمل كلمات الله في كتاب الله هو شكل من تصفح مفاصل الكون. فكتاب الله المعجز هو الكون على شكل كتاب، الناظر في أيهما كالناظر في الآخر. وهذه الدراسة بشقيها الرئيسين جهد في هذا السياق المعجز حد الإدهاش. والله هو خالق الكلمات وخالق القدرة على إبصار دلالاتها، فكل ما نرى هنا فمن الله ولله تقرباً لمرضاة الله.