ليس الأمر معقداً أو أننا نتكلم عن النظرية النسبية، بل الأمر أغرب من ذلك إننا نحن البشر نعيش منذ ألاف السنين وسط الكون المادي ونستعمل كوناً آخر لولاه لما كانت هناك حضارات وعلوم ومعارف، إنه كون آخر داخل كل شخص منا في تفكيره وفي تواصله مع الناس، إنه الكون المميز لنا نحن البشر، هذا الكون يبدأ من نظرة أعيننا إلى كلمات أفواهنا إلى سلوكياتنا فحركاتنا في الأرض وفقاً لما نفكر فيه وما نفكر فيه يأتي وفقاً لما نتلقاه من معلومات وما نمر به من خبرات وتجارب، الأرض هي الارض والكون هو الكون وتتابع القرون عليه تباعاً فاعلة سلوكيات إما بناء وعمار أو دمار وخراب لكنها وبدون أن تعلم كانت تمر وفقاً لقوانين كانت تحكم عالم أفكاهم ومعلوماتهم التي جعلت لهم حضارة وكيان وحينما بدأت أغرب رحلة في حياتي لإنشاء هذا العلم وحينما كنت أصل لقواعد فانني أجدها تتكرر وبنفس الشكل بين قرون وحضارات بابل والشام والفراعنة والأزمان الغابرة... أعتقد أن سيلاً من الأفكار قد تفجر في رأسك... هل هو عن التاريخ؟ أم عن السلوك؟ أم عن الأفكار؟ أم عن الإنسان؟ أم عن... وحينما ندقق ستعرف أنه عن كل ذلك، فهو علم المعلومة.

حينما وضع علماء الفيزياء والكيمياء أنفسهم على أعتاب الذرة كشكل وتركيب فهموا وأدركوا بقية قوانين الكون لأنها الكل الصغير للكون المادي وبنفس الشكل سنتناول المعلومة والتي سندرك منها بقية القوانين التي تحكم كل معارف وسلوكيات البشر فهي الكل الصغير للكون المعنوي، تربيه، تعليم، تواصل، حضارة، حروب، أمراض، سلوكيات، ضحك، بكاء... كل هذه نتائج لمخالفة أو تطبيق قواعد الكيان الصغير المعلومة، لا فلسفة ولا منطق ولا تاريخ ولا علم نفس ولا فيزياء ولا كيمياء ولا إحصاء إنه غير كل ذلك فهو علم جديد له منهج مثل تلك العلوم لكن له طرح جديد لأنه يدرس كيان خطير.