منهج الله تعالى هو الطريق المستقيم الذي حدده سبحانه لخلقه، باتباع دينه وشرعه، بحيث يحققون سعادتهم إذ اتبعوه، وبالتالي ينالهم الضنك والخزي إذا أعرضوا عنه وأهملوه. فصراط الله المستقيم هو منهجه الذي رسمه تعالى للحياة على الأرض، والذي لن يصلح الكون إلا إذا طبق، ذلك أنه لا يوجد من هو أعلم من الله تعالى وأحكم منه سبحانه ليرسم للخلق طريقة الحياة الآمنة على الأرض، فكأن الحياة الحقيقية عنده سبحانه في الآخرة هي في اتباع منهجه تعالى، لأنها حياة خلود تستحق أن تسمى حياة بمقوماتها التي يريدها الله تعالى للإنسان، ومنهج الله تعالى كفيل بإيصالنا إليها.

وكتاب ",منه الله في الكون", يعرض من خلاله الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي لمسألتين هما غاية في الأهمية: المسألة الأولى: بيان معنى كلمة ",منهج الله في الكون", موضحاً من خلال هذا البيان فساد قوانين ونظم البشر ومناهجهم الوضعية التي أدت إلى الصراعات والحروب. المسألة الثانية: بيان مفهوم الولاء لله تعالى، وكيفية تحقق معنى الولاء لله على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي من خلال الالتزام بالواجبات والفرائد الدينية، وتحديداً في الصلاة، الزكاة، والصوم. مبيناً من خلال ",خواطره", أثر هذه العبادات في صياغة الفرد والجماعة. ويخلص الشيخ الإمام إلى ما أسماه بـ",حتمية الحل الإسلامي", والذي يرى فيه المنهج الشامل الذي ينبغي أن تقوم عليه الحياة الإنسانية كيما تحقق طمأنينتها وراحتها، سيما بعدما أثبتت التجارب فساد أنظمة البشر وقوانينهم.