وصف الكتاب
يجمع دارسو ",القارة العالمية", كافكا جميعهم على أن كتاباته هي إبداع شعري، مثلما هي مسرحيات شكسبير وروايات غوته. ويمكن للشعر أن يتخذ شكل قصيدة أو مسرحية أو قصة أو خاطرة ويظل شعراً. وللشعر لغة خفية تكشف الباطن والمضمر. بهذا المعنى إن القلعة قصيدة طويلة ولوحة فنية ضخمة.
عبر التصوير الصادم وحسب، تظهر الحقيقة الخفية على نحو مباشر وجليّ ، إذ إن الخاصية المميزة لصور كافكا الشعرية إنما تكمن في أنها تطابق بشدة الحقيقة الخفية وليس الحقيقة الظاهرة خارجياً. كافكا لا يكتفي مثل المبدعين الآخرين بأن يظل في إطار الظاهري تجريبياً أو أن يعتز بأحاسيس غير محدودة أو رؤى، بل إنه يحوّل هذه الحقيقة على الفور إلى صورة مجسمة، وهذه الصورة المجسمة تظهر، نفسها، كواقع تجريبي، ومن ثم - بالتأكيد - تصيب القارىء كضربة مطرقة، لا تتركه، لا تسمح له بالهرب، ترغمه على اتخاذ موقف من الحقيقة التي لا تسمح بتفسيره (فيلهلم إمريس، أهم دارس لكافكا).
وفي رواية ",القلعة", يخضع الزمان والمكان والجسد لقوانين التغريب، كما هو الحال في رواية ",المحاكمة",. في ",القلعة", ايضاً يظهر كافكا نفسه منظّماً بارعاً يحوّل عناصر العالم الخارجي إلى ظواهر أحوال نفسية (بيتر - أندريه ألت أحد كتّاب سيرة حياة كافكا ورئيس جامعة برلين).
وإن كافكا معلم كبير، نصوصه لا تشيخ أبداً ولا تصدأ، إنها تخاطب خبرات سرمدية، (راينر شتاخ، أحد كتّاب سيرة حياة كافكا).
",أعتقد أن أعظم رواية في العالم هي رواية ",القلعة", لكافكا", والمخرج السينمائي الفرنسي جان - ماري شتراوب).
يضم هذا الجزء الرابع من ",الاثار الكالمة", لكافكا:
1- نص رواية القلعة طبقاً لطبعة خط اليد.
2- ثلاث دراسات عن الرواية.
3- ملحقاً: حديث عن كافكا. نبذة عن حياة كافكا وآثاره. كافكا الهواية. كافكا العربي في عام 2049.
يمثل هذا الكتاب طريقة جديدة في تقديم كاتب عالمي للكاتب والناقد والقارىء العربي. كما أنه يتطلب طريقة جديدة في القراءة.
تمثل قراءة رواية ",القلعة", والدراسات عنها مغامرة قرائية لا نظير لها، وذلك لأن الرواية تبدو لأول وهلة غامضة ومفعمة بالألغاز، لكن الدراسات هي بمنزلة المفتاح الذي يفتح دهاليز مضامين الرواية ويحل ألغازها وتعقيداتها الكثيرة.