وصف الكتاب
يرتكز نص الشاعر محمد زينو شومان في ",أهبط هذا الكون غريباً", على فلسفة عدمية في بعدها الأعمق لكائن متخبط في حياة موجعة، كاشفاً عن حالات الغربة التي تتلبس الذات / الشاعرة في الماضي والحاضر وحتى المستقبل، وهذا يعني تشكيل بعدٍ نفسي بديل في النص بأجوائه وتوتراته بعيداً عن أجواء الواقع، وقد توفر ذلك في سياق شعري قادر على الإيحاء بهذا النزوع نحو المتلقي، ولذلك بدا ديوان الشاعر شومان أقرب إلى أن يكون قصائد سيرة نفسية للشاعر وهو يقف تحت ضغط الظروف وسلطانها.
في القصيدة المعنونة ",الصخرة الغامضة", نقرأ للشاعر شومان: ",أصعد في جبل الظن وحدي / كأن الذي في إهابي / شريدٌ سواي يغالبني في الهوى والجَلَدْ / وما زلت أصفرُ هذا النهار المبعثر كالقطن / فوق النوافذ / يرتدُ حزني إلى أضلعي مقشعرّ الفرائصِ / حتى الأبد / أنا الطائر المتشظي على كل هذي التلال / أود اختراق الجسد / فأرسل قلبي دليلاً / يجوب المتاهات عني (...)",.
قسّم الشاعر مجموعته الشعرية إلى أربعة مجاميع شعرية بعناوين رئيسة هي: 1- مزامير التيه والوحشة، 2- عناقيد، 3- قصائد البرزخ، 4- أغنيات على الباب الجنوبي.
طائر يستبيحُ الفضاءْ / والطواحين تغسل أسنانها من دمِ القمحِ عند المساءْ / لم يكن من صدىً / غير قرقعةِ الصمتِ في البئرِ / والعائدون بأحزانهم من حقولِ الذُّرهْ / صلبوا الفجر فوق نوافذهم واستراحوا