وصف الكتاب
أهلاً بك أيها القارئ إلى رحاب هذا الكون العظيم. هذا الكتاب سيكون بلا شك سفينة حقيقية تنطلق بها إلى الأجواء العليا الضاربة في أغوار هذا الكون السحيق متنقلاً بين الكواكب والنجوم والشهب والنيازك والمذنبات وصولاً إلى الحشود النجمية والسدم والمجرات بألوانها وأشكالها وأحجامها وأقدارها المختلفة المتعددة.
أنت الآن على الأرض والأرض هي الكوكب الثالث من حيث بعده عن الشمس بعد عطارد والزهرة وقد أكملت حتى الآن حوالي 4.6 مليارات دورة كاملة حول الشمس وستظل تدور هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومنه عليها. (ويعود الكون كما قد كان/يلف جوانبه العدم).
فالكواكب الأكثر قرباً منها للشمس (عطارد- الزهرة) لا أثر للحياة فيها لأنها حارة جداً وتستحيل الحياة عليها. والكواكب الأكثر بعداً منها للشمس (المريخ المشتري الخ...) لا أثر للحياة فيها كذلك لأنها باردة جداً وتستحيل الحياة عليها.
وهكذا قضت حكمة الله تعالى أن تكون أرضنا هذه الكوكب الوحيد ذا السماء الزرقاء المتشحة البياض والمشعة بغاز النيتروجين والمليئة بالمحيطات والأنهار ذات المياه السائلة والخضرة الدائمة لتعج الحياة فيها وتضج وتصطخب بكل ما خلق الله تعالى فيها من أشكال الحياة وأنواعها.
وسترى خلال رحلتك هذه أن الله تعالى الذي خلق هذا الكون العظيم وخلق كل شيء فأحسن خلقه كيف تتجلى عظمته ودقة صنعه وإبداعه في مجاهل الفضاء كما على الأرض وكما في أعماق البحار والمحيطات فتقف عندها خاشعاً منذهلاً أمام جلال العظمة والحكمة الصنع وتقدير الأعمار والمسارات والمواقع. وقد أقسم الله تعالى بكثير من مخلوقاته وتفرد بهذا القسم فقال: ",فلا أقسم بمواقع النجوم، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم",، وقال: ",والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى",. سيما بعد أن تعلم أننا وبالرغم من كل تقدمنا العلمي الهائل ومن كل قفزاتنا المذهلة في علم الفضاء والاستشكاف لا نرى بالعين المجردة وفي أحسن الظروف وأكثرها ملاءمة للرؤية سوى ثلاث مجرات فقط من بين مليارات مليارات المجرات والسدم والحشود النجمية الضاربة بعيداً في مجاهل هذا الكون العظيم والمتباعدة عنا وفيما بينها بمليارات السنين الضوئية.
وهكذا خرج الكتاب الذي بين يدينا من نطاق التأمل والتفكير إلى نطاق العلم المعاصر مع مطلع الألفية الثالثة. فكان نتيجة دراسات شتى وخلاصة أبحاث وأرصاد حية تناولت الكثير الكثير من موضوعات الفضاء بدءاً من الأرض والقمر والنظام الشمسي إلى الأبراج والمجموعات النجمية جميعها في مجرتنا التبانة أو الطريق اللبنية كما يسميها البعض وما يتراءى خلالها من حشود نجمية وعناقيد وسدم ومجرات وما لها من أشكال وأحجام وألوان، وما هي عليه من أبعاد ومسافات وأقدار إضاءة Magnitudes ونظم Systems بما في ذلك المجموعات الجديدة والمكتشفة حديثاً كذلك فقد أولت النظام الشمسي عناية خاصة ففصلت كواكبه وتكلمت على توابعها وأعطيت أدق إحصاء لها ولا سيما التوابع الحديثة الاستكشاف والمسجلة رسمياً بعد سنة (2000).
كما أغني الكتاب بالرسم والصور الحية والخرائط الفلكية الحديثة التصوير التي حصلت عليها الباحث خلال زيارته الأخيرة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في ولاية فلوريدا الأميركية.