رواية تصف الشهور الأولى في بداية عهد النبوة التي أعقبت نزول الفوج الأول من القرآن الكريم. فأرجوا أن أكون قد نجحت في استحضار ذلك العهد؛ ليعيش فيه القارئ كأنه النبي الذي أُلقي عليه الروح، وقرأ عليه جبريل ",ذلك الكتاب",، ويرى نفسه واحدًا من ",أول المؤمنين",.
ولا شك عندي في أننا -نحن البشر- في أشد حاجة إلى إعادة النظر في قصة حياة النبي (صلى الله عليه وسلم)، ورسالته التي حملها القرآن الكريم على نحو أشمل وأعمق. لم توضع سيرة النبي في سياقها التاريخي الحقيقي (العلمي)، رغم أن النبي قد عاش في زمن معروف يمكن دراسته علميًا من منظور علم التاريخ.
لقد قال النبي أحاديثه في احداث من حياته، حيث ألقى موعظة أو أدار حوارًا، أو أجاب عن سؤال، ولكن العلماء الذين دونوا أقوال النبي لم يلتفتوا إلى الأحداث التي قيلت فيها، ودونوها على أبواب الفقه، وذكروا الروايات (الصياغات المختلفة) التي نطق بها الرواة، تعبيرًا عن المعنى الذي فهموه من أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم).
إن حياة النبي محمد -رغم كل ما كتب عنها قديمًا وحديثًا- لم تزل غامضة. وإن الإنسان المسلم وغير المسلم تتكون لديه صورة مهزوزة مشوهة عن حياته (صلى الله عليه وسلم)؛ بسبب الطريقة التي دونت بها السيرة النبوية. ونطمح إلى أن نكون قد تلافينا في روايتنا هذه كل العيوب والأخطاء التي وقع فيها السابقون، فنقدم أحداث السيرة النبوية في سياقها التاريخي الصحيح بقدر ما حققناه، والأحاديث النبوية التي قيلت في الأحداث، والآيات القرآنية التي نزلت طبقًا لرؤيتنا الخاصة في الترتيب التاريخي لنزول آيات القرآن الكريم.
وقدمنا في القسم الثاني من الكتاب توثيقًا لبعض الأحداث التاريخية التي نسجنا منها روايتنا، وتفسيرًا جديدًا غير مسبوق لآيات القرآن الكريم التي وردت فيها.
توحيد الزهيري
يُطلب الكتاب من دار الإيمان 1 درب الأتراك خلف الجامع الأزهر
ومن دار النشر للجامعات.