قد يلاحظ القارئ أو الناقد لمشروعنا العمراني النهضوي الحضاري الشامل، تفصيلاً في الهندسة المعرفية لبعض المبادئ الفكرية الأولية لفلسفتنا العمرانية كالنموذج النظري الإرشادي، وهذا بسبب تقديم المزيد من التوضيح وعرض البراهين والأدلة من التاريخ والعلم والواقع، للإقناع والاقتناع بسمو أهدافنا ومنطق أبحاثنا وطموح أفكارنا، بحيث نستفيد من الفلسفات والنظريات والتجارب المعاصرة لكل الشعوب وننقدها ونطورها ونبدع فلسفة عالمية مميزة شاملة وجديدة، تطيح بالقديم وتبني من جديد العالم بصياغة إنسانية خيرة متعارفة، كمشروع استباقي عالمي وكوني يفلسف الحياة والكون والوجود، ويحلل المسير والمصير البشري والحياتي والكوني، ونحن نتبع منهجاً عقلياً نقدياً وأسلوباً علمياً تجريبياً كالمنهج العقلي النقدي عند ابن رشد، أو المنهج العلمي الاستقرائي التجريبي عند ابن الهيثم، فابن رشد القرطبي الأندلسي من فلاسفة العلم وحرية التفكير والتوفيق بين العقل والنقل يوضح مقياسه العقلي في تعامله مع أفكار الآخرين، فيقول: (ننظر في الذي قالوه في كتبهم فما كان منه موافقاً للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه، وما كان منه غير موافق للحق نبهناهم عليه وحذرناهم منه وعذرناهم ) .
ولكن في ظروفنا الدولية المعاصرة يمكن تعديل وتوسيع هذا المنهج العمراني العقلي الموضوعي النقدي الإيجابي، بحيث نوضح معاملتنا مع الآخرين من الثقافات والحضارات البشرية، لاسيما المدنيّة الغربية الأوروبية الأمريكية، فنقول: (ننظر في الذي كتبوه وأذاعوه وأعلنوه وسلكوه ونفذوه، فما كان منه موافقاً للحق والخير والسلام والعدل والأمن على المستوى الواقعي العملي المحلي والعالمي قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه، وما كان منه مسبباً للشر وناشراً للكذب والظلم والنهب والعنف والفتن والتطور والإرهاب والعدوان، نبهناهم عليه وحذرناهم منه وعذرناهم، وباستمرارهم في الظلم والعدوان علينا ولشعوب العالم كما يفعل المشروع الرأسمالي الشيوعي الصهيوني الماسوني في منطقتنا فعلينا رفع مستوانا الحضاري العلمي والتقني والصناعي والعسكري فنقوم بإعداد القوة بكل أركانها لنستطيع منع الأذى عنا وتحرير أرضنا وطرد الظالمين والمستبدين والمجرمين أولاً، ثم معالجتهم بوسائلنا الحربية الوقائية العلاجية التي شرحناه في بحث اجتهاد في الجهاد في فلسفتنا العمرانية).