ينقسم مضمون هذا الكتاب لأربعة أقسام: الأول يستعرض بديات التفكير مع بدء تدوين انشغالات الإنسان بظواهر الطبيعة والسماء وتحديداً، وكيف تطورت هذه البدايات المتواضعة إلى علم منظم، بدءاً بالكلدان وانتهاءً بالإغريق. القسم الثاني هو المرحلة العربية: هي مرحلة تعليمنا تقليدياً أنها أسهمت في تاريخ الحضارة إسهاماُ كبيراً بصفتها جسراً بين العلم اليوناني، في شتى موضوعاته، والثورة العلمية الحديثة.

القسم الثالث: هو عصر انتقال العلوم العربية الأصيلة إلى أوربا. وفيه جولة ممتعة تبدأ بتبيان الحالة العقلية المزرية لأوربا، حينما كان العلم العربي في عصره الذهبى، ومن ثم كيف تطور وصولاً إلى العقود الأخيرة والاكتشافات المذهلة التي قام بها العلم أخيراً في القرن العشرين مع اتجاهات المستقبل. القسم الرابع والأخير: هو فوائد فلكية تساعد من يرغب على التعرف إلى السماء، وفهم الظواهر الفلكية، ومعرفة البراج المحيطة بنا وتمييزها مع عدد من الجداول التي تتضمن حقائق أساسية ثابتة. ولم يغفل الكتاب دور البروج بمفهومها الشعبي والدور الغيبي المنسوب لها والاهتمام المتجدد بها، وهناك فصل خاص بها.

هذه السلسلة: استجابة حضارية لمتطلبات العصر ذي الإيقاع السريع، وتلبية صادقة لاحتياجات طلاب الجامعات، وتلاميذ المدارس، والمثقفين والمتخصصين، والكتّاب... ممن يحتاجون إلى الإلمام بأساسيات المعرفة في موضوع بعينه، دونما إغراق في التعمّق، أو سطحية في التناول.

وهي لا تقتصر على مجال دون مجال، وإنما تسعى إلى تغطية دائرة المعرفة الإنسانية، مما يجعل مجموع كتب السلسلة - في نهاية المطاف - جديرة بأن تسمى ",دائرة المعارف",.

هذا الكتاب يضع يد القارئ العربي أساسيات الثقافة الفلكية في عصر باتت فيه الكشوفات الفلكية الباهرة مادة شبه يومية في وسائل الإعلام، وذلك من خلال تبسيط أساسيات علم الفلك، ومراحل تطوره. وقلائل قد يعلمون أن جميع أسماء النجوم السابقة لاكتشاف المقارب (التلسكوب) هي أسماء عربية، دلالة على المركز الرفيع الذي تبوأه علم الفلك في العصور العربية للحضارة الإنسانية. ويفرد هذا الكتاب القسم الأكبر من فصوله لهذه العصور، في وقت كانت فيه أوروبا غارقة في ظلام الجهل، والكتاب مليء بأساسيات علم الفلك بأسلوب مبسط يتيح للقارئ المهتم التعرف إلى الظواهر الطبيعية ودوراتها، وأبراج السماء الرسمية والشعبية والخسوف والكسوف والنظام الشمسي، وحجمه، وتقنية الرصد اليدوي، وأنواع النجوم والمسافات الفلكية.